وزير الأوقاف: العمالة لأعداء الوطن ومستهدفي أمنه خطر داهم يجب مواجهته بكل حسم
صرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن القرآن الكريم قد أمر بكل خير وإصلاح، ونهى عن كل شر وإفساد، حيث يقول تعالى: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا".
كما أوضح جمعة أن الله تعالى لا يحب الفساد ولا المفسدين، مشيرا إلى قوله عز وجل: "واللهُ لا ُيِحِبُّ الفَسَادَ"، ويقول سبحانه: "إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ وَأَطَاعَ الْإِمَامَ وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ، وَيَاسَرَ الشَّرِيـكَ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ، فإنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْــرًا وَرِيَــاءً وَسُمْعَةً، وَعَصـَى الْإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ".
وزير الأوقاف: الكذب وادّعاء الصلاح أو الإصلاح أخص صفات المرجفين في الأرض
وأضاف وزير الأوقاف خلال بيان له، أن المتأمل في القرآن الكريم يجد أنه قد أولى الحديث عن بغاة الفتنة، والمفسدين في الأرض عناية خاصة؛ وذلك لبيان ضلالهم، وإظهار خطرهم على الأديان والأوطان، معقبا: فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الأنبياء وأهل الفضل في كل زمان ومكان ينهون عن الفساد، ويحذرون من المفسدين.
ولفت مختار جمعة، وزير الأوقاف، في هذه المناسبة، إلى قوله تعالى: "وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ"، وكذلك قول الله تعالى: "فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ".
صفات المفسدين في الأرض
وتابع مختار جمعة: بيَّن لنا الحق سبحانه صفات المفسدين والبغاة، ومنها: الكذب، والتدليس، وادِّعاء الصلاح، والإصلاح؛ حيث يقول تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ"، ويقول تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ"، ويقول تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَــاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".
جزاء بغاة الفتنة
وعن جزاء بغاة الفتنة والمفسدين في الدنيا، ومصيرهم في الآخرة، استدعى وزير الأوقاف، في هذا الصدد، قول الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
مروجي الشائعات
وواصل وزير الأوقاف بيانه: أما المرجفون في الأرض مروجو الشائعات والأكاذيب بغية إسقاط الدول وإحداث هزة أو رجفة بها فجزاؤهم في قوله تعالى: " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا".
وأكمل: قال بعض المفسرين وأهل العلم في قوله تعالى: "أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا " هذا خبر فيه معنى الطلب، بما يعني أن خيانة الأوطان والإرجاف فيها قصد إسقاطها أو إفشالها أو التخابر لصالح أعدائها - وهو ما يعرف بالخيانة الوطنية الكبرى - هو القتل، على أن ذلك إنما يكون وفق ما ينظمه قانون الدول، وليس أمرًا مباحا للأفراد أو الجماعات أو القبائل خارج إطار العدالة والقانون.
وأضاف وزير الأوقاف، أن المفسدون جهرًا خوارج وبغاة، والمفسدون سرًّا هم الجبناء المنافقون، لافتا إلى أن النفاق قائم على مخادعة المجتمع وبث الأراجيف بين أبنائه، مضيفا أن الكذب وإشاعة الفتنة من أخص صفات المنافقين، والخونة والعملاء والطابور الخامس خطر داهم في ظهور أوطانهم، مؤكدا أنه مرض يجب استئصاله.
وزير الأوقاف: أخطر أنواع الخيانة هي ما تختبأ تحت غطاء الدين
واختتم بأن أخطر أنواع الخيانة هي الخيانة تحت غطاء الدين، أو المتاجرة بشعارات زائفة يعرفها الجميع، وكشف الخونة وتخليص المجتمع من شرهم واجب شرعي ووطني، ولا غنى عنه للحفاظ على أمن الدول وأمانها.