تعرف على الجص في مصر القديمة
تعتبر جدران المنازل والقصور والمقابر، سواء كانت طينية أو حجرية، في مصر القديمة خشنة ويصعب النقش عليها، وكان نفس الشيء ينطبق على أسطح التماثيل الخشبية والحجرية، ومن أجل ذلك أضاف الفنان المصري القديم طبقة من الجص إلى مثل تلك الأسطح؛ للنقش عليها، وكان هناك نوعان من الجص يستخدمان، أحدهما أساسه الطين الذي كان كثيرًا ما يخلط مع القش.
وأما الآخر فكان نوعًا من الجبس المتوفر في مصر، وكانت تضاف طبقة أخيرة من الجبس؛ حتى وإن كانت على الجدار طبقة مسبقة من الطين، وربما يستثنى من هذا ما كان متبعا في العمارنة؛ حيث كان الفنانون ينقشون مباشرة على طبقة الطين. ولم يكن من الممكن النقش فقط على الجدران المنعمة بطبقة من الجص؛ وإنما كان من الممكن النحت عليها أيضًا، وكان ذلك أسهل من النحت على الحجر.
وعلى الرغم من تساقط الكثير من الجص مع الزمن، فإن علماء المصريات كانوا في الكثير من الأحيان قادرين على تمييز النقوش المنحوتة، لأن الفنان كان يصل بها إلى مادون طبقة الجص ويحدث خدشًا على السطح الحجري تحتها.
وتبين أجزاء الجص المستخدمة في ترميم أو إصلاح النقوش، إلى حد بعيد، الأخطاء التي وقعت عند إضافة نصوص أو صور؛ كما تبين للباحثين تلك النصوص التي خضعت للتغيير في وقت لاحق، وكان جسد المتوفى، في عصر الدولة القديمة، يغطى أحيانًا بالجص الذي كانت تصنع منه الأقنعة الجنائزية أيضًا، كما أن التماثيل النصفية من فن العمارنة كانت تصنع أيضًا من الجص.