جفاف أرض الصومال.. تعرف على سيناريوهات العطش المميت بالإقليم |تقرير
ضرب الجفاف إقليم أرض الصومال- إقليم في شمال الصومال خارج سيطرة الحكومة المركزية- حاملا معه تهديدات للمنطقة المتاخمة للحدود الإثيوبية، على خلفية إعلان عبد الرحمن عبد الله إسماعيل، نائب رئيس الإقليم، عن فرض حالة الطوارئ على أراضيه بسبب الجفاف.
الجفاف الذي يضرب أرض الصومال، بات يهدد سكان تلك البقعة التي أعلنت انفصالها عن العاصمة مقديشو، ليثار معه تساؤلات حول أسباب الجفاف، وهل للسدود التي تشيدها إثيوبيا مثل سد النهضة، علاقة حول الأزمة المائية التي تهدد الصوماليين؟.
الدكتور حسن شيخ على نور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مقديشو، قال لـ القاهرة 24، إن المنطقة تشهد جفافا منذ منتصف العام الماضي ولكن من المحتمل أن الجفاف ضرب أكثر مدن الشمال، وبطبيعة الحال فإن الجمهورية المزعومة فقيرة جدا، فلذا من المحتمل أنها فقدت السيطرة على الوضع السيئ أصلا.
أثر سدود إثيوبيا على الجفاف في الصومال
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مقديشو، أن السدود التي تشيدها إثيوبيا معظمها تقع في غرب إثيوبيا، بينما الصومال تحدها شرقا، وهو ما أثر عليها، ولكن ربما في المستقبل سيكون هناك خطر، وذلك إذا شيدت سدود جديد في الشرق، خصوصا وأن نهري جوبا وشبيلي (نهران في الصومال ) ينبعان في الهضبة الإثيوبية.
وقبل ساعات، أعلن عبد الرحمن عبد الله إسماعيل، نائب رئيس أرض الصومال - شمال الصومال- عن فرض حالة الطوارئ على أراضيها بسبب الجفاف.
وجاء في بيان أصدره نائب الرئيس أن سبب الجفاف هو قلة تساقط الأمطار وأن حوالي 810 آلاف شخص يحتاجون إلى مساعدة لهذا السبب، لكن عدد المحتاجين سيرتفع خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى ما فوق 1,2 مليون.
أرض الصومال
ووفق تقارير إعلامية، أشار إسماعيل في البيان الذي نشرته هيئة التلفزيون الوطنية لـ "أرض الصومال" عبر قناتها في "تويتر" إلى أن الوضع قد يتفاقم في حال عدم تقديم مساعدات لمحتاجيها، وخاصة في المناطق المتضررة من غزوات الجراد وانتشار فيروس كورونا وموجات الجفاف السابقة.
وأكد أن الحكومة المحلية قد خصصت ثلاثة ملايين دولار لمكافحة الجفاف وتأمين الاحتياطيات الغذائية الوطنية، كما دعا إسماعيل المواطنين ورجال الأعمال والشركاء الأجانب إلى مساعدة سكان البلاد في ظروف الجفاف.
وانتهى وجود الصومال كدولة موحدة مع سقوط نظام سياد بري عام 1991، وتمتد سيادة الحكومة الفيدرالية المعترف بها دوليا على العاصمة مقديشو ومناطق أخرى عدة، فيما تمثل سائر أراضي البلاد كيانات غير معترف بها دوليا أو مناطق ذاتية الحكم، بينها "جمهورية أرض الصومال" في الشمال و"أرض البنط" في الشرق.
ومنذ 1991، يتمتع "أرض الصومال" بحكم شبه ذاتي، ويطالب باعتراف دولي بانفصاله الكامل عن الصومال، لكنه حتى الآن غير معترف به رسميا كدولة.
اعتراف دولي
وبعيدا عن هوس الرغبة في الحصول على اعتراف دولي، فإنه ليس من الهين على الإقليم فك ارتباطه المتجذر بجارته إثيوبيا.
ويواجه الصومال أسوأ موسم جفاف منذ 40 عامًا، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة في عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية، كانت أعلنته قبل أسابيع.
وحسب ما نشرته المنظمة، في تقرير لها على موقعها الرسمي: يعاني نحو 90% من الصومال من جفاف حاد بعد ثلاثة مواسم متتالية دون هطول الأمطار، وتواجه بعض المناطق أكثر المواسم جفافًا منذ 40 عامًا.
وأضاف التقرير: يواجه نحو 3.5 مليون شخص بالفعل انعدامًا شديدًا للأمن الغذائي، ويواجه ملايين آخرون الجوع في أوائل العام المقبل.
ووفقًا للمنظمة، تسبب الجفاف المستمر الناجم عن تغير المناخ، والحرب الطويلة في الصومال، وآفات الجراد، ووباء كوفيد -19 في حدوث مجاعة في البلاد.
وتقدر منظمة أوكسفام أن 7.7 مليون شخص، أي نحو نصف سكان الصومال، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في عام 2022، بزيادة قدرها 30% عن عام 2021.