موليير صانع الكوميديا.. رفضت الكنيسة دفنه وعاش حياة تعيسة
تصادف اليوم 15 يناير ذكرى ميلاد الفنان الفرنسي موليير، الذي مثل 95 مسرحية، منها 31 من تأليفه، كما يعد أهم مقدمي الكوميديا في تاريخ الفن المسرحي الأوربي، ومؤسس الكوميديا الراقية، وتتميز مسرحياته بالبراعة في تصوير الشخصيات، والقدرة على إضحاك الجماهير، وفي السطور التالية نستعرض لكم نبذة عن الشاعر والممثل والمخرج جون بابتيست بوكلان الملقب موليير.
نشأ جون بابتيست في فرنسا عام 1622، حيث درس في كلية كليرمونت اليسوعية، فقد تلقى فيها مبادئ اللاتينية فقرأ عن طريقها الأعمال المسرحية التي تم نشرها في وقته، كما اتجه بعد ذلك إلى المسرح فقد كان جده هو الذي حببه في المسرح، بينما كان والده يحاول منعه في هذا الجمال.
انضم موليير مع فرقة بيجار، هما جوزيف وشقيقته مادلين وجينيفيف، و6 أشخاص آخرين، وصل جون بعد ذلك إلى الشهرة عندما وصلت له دعوة من فيليب دوق أورلين شقيق الملك لويس، إذا قدم عروض في باريس عام 1568، وفي عمر الأربعين تزوج موليير من فتاة تدعى أرماندا تبلغ من العمر نحو 20 سنى حينها، في بيت ماريا ايرفيه.
كان موليير حريص على أن يلم شمل الفنانين في فرقة واحدة يسودها الفن، والتفاهم مع انضباط كبير، كما لدي روح مساعدة الناس والكرم والعطاء دون انتظار مقابل أي شيء، إذا موليير كان يستحق كفنان مكانا بارزا بين عظماء الفن ليس على مستوى فرنسا أو أوروبا فقط لكن على المستوى العالمي.
كان جون عاشق الفن والكتابة فهو صانع الفن الكوميدي الحقيقي في فرنسا، ومع ذلك كان يميل إلى التراجيديا، ربما يعود ذلك إلى تعاسته في الحياة، فقد كان يكتب المسرحيات وهو الذي يقوم بدور البطولة، في نفس الوقت كان يعيش مجموعة من المشاكل في بيته مع زوجته ومع الكنيسة والسلطات، وعلى الرغم من ذلك استمر موليير على الكاتبة والتمثيل أيضًا، فقد مرض وأصبح ضعيف بسبب اجتهاده في عمله.
مسرحية المريض الوهمي
مسرحية المريض الوهمي كانت آخر مسرحياته تم عرضها أول مرة يوم 10 يناير 1673، وتوفي بسبب مرض السل الرئوي بعد ما عرض المسرحية للمرة الرابعة، فنقلوه إلى المنزل وتركوه على السرير واتضح أنه فقد النطق وابتدأ ينزف دما من فمه بعد ما انفجر شريان في رئته فبعثوا دكتورا وقسيسا لكن لم يرد أحد أن يأتي وطلب موليير من الموجودين يحضروا زوجته ويعطوه قليلا من جبنة يأكلها فأخدوا الشمع وذهبوا للبحث على الجبنة ولما رجعوا عثروا عليه ميتا.
رحل جون بابتيست عن عالمنا 17 يناير عام 1673 أثر إصابته بمرض السل الرئوي، عن عمر يناهز 51 عاما في قلب باريس،حيث تم رفض دفنه؛ بسبب اتهام الكنيسة سانت أوستاش بالكفر فاضطرت زوجته أنها تستنجد ملك فرنسا، إذا اشترطت الكنيسة أنه سيدفن بالليل ومن غير طقوس ولا صلاة على الجثمان.