تركوه بين الحياة والموت.. أبناء يلقون بوالدهم المريض في الشارع ومتطوعة ترافقه حتى المستشفى | صور
رجل ستيني، ترك وحيدًا في أحد شوارع القاهرة، يرتعش بين بطانية رثة وملامح وجهه تشف عن آلام لا توصف، يفترش رصيف أحد الشوارع بلا مأوى، ويواجه وحيدًا برد الشتاء القارس ينهش في جسده النحيل ومرض يفتك به، بعد إلقائه على الأرصفة من قبل أولاده، فاقدًا للوعي، ولا يمتلك القدرة على الحركة، ولا أحد يعلم عنه شيئًا.. من هو؟ ماذا واجه؟ أين أهله؟، كلها أسئلة دارت في أذهان كل من شاهدوه، حتى قام أحد أهالي المنطقة بإبلاغ مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، لإنقاذه قبل الموت.
يقول محمود وحيد، مؤسس مؤسسة معانا لإنقاذ الإنسان، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن فريق المؤسسة تحرك فورًا عقب تلقيه استغاثة بعد منتصف الليل على الصفحة الرسمية للمؤسسة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تفيد بوجود رجل ستيني بلا مأوى مريضًا في حالة صحية صعبة، مردفًا: استقبلنا الاستغاثة ليلة السبت بعد منتصف الليل، وكان في حالة يرثى لها ووضعه الصحي صعب جدًا، ولما أخدناه كان تقريبًا فاقد الوعي وكان ساعات وهيحتضر والجو برد قارس، وبسبب حالته الصحية نقل فورًا إلى المستشفى وبالفعل تم حجزه في حميات العباسية، وحالته اشتباه فيروس كورونا ولديه قصور في وظائف الرئة.
جحود الأبناء
وفي دور انساني جليل، غاب عن أولاده أخذت هاجر علي، فتاة عشرينية، واحدة من متطوعي المؤسسة على عاتقها مسئولية الرجل الستيني، تحركها إنسانيتها فقط التي غابت على أولاده، وتحركت فورًا مع فريق الإنقاذ في الـ 3 فجرًا، وظلت برفقته حتى الآن بالمستشفى منذ 3 أيام؛ لرعايته وحتى لا يبقى وحيدًا، أما أولاده فتركوه في الشارع وهرعوا مسرعين، وفقًا لشهادات أهالي المنطقة إلى فريق مؤسسة معانا لإنقاذ انسان.
ويضيف وحيد: أولاده رموه في الشارع ومشيوا بسرعة، حسب حديث الأهالي معنا، بينما المتطوعة هاجر علي، ترافقه في المستشفى منذ 3 أيام، ونزلت من منزلها فجرًا في عز الطقس البارد لتنقذه، وبعد نشرنا لصوره لم يتواصل معنا أحد من أهله.. وحتى الآن لم نتبين من اسمه أو معلومات عن حياته الشخصية بسبب حالته الصحية، ومهمتنا الآن هي إنقاذه وبعدها نقوم بالعمل الاجتماعي ونعمل على حل مشكلته ونتعامل معه نفسيًا واجتماعيًا.
