دون كيشوت.. أول رواية حديثة وصاحبها لم يدفن في قبر مميز
نشرت في مثل هذا اليوم 16 يناير من العام 1605، إحدى أشهر الروايات العالمية في التاريخ، وهي رواية دون كيشوت، لـ ميجل دي ثربانتس، ويصفها الكثير من النقاد بأنها أول رواية حديثة.
تتناول الرواية قصة نبيل ثانوي، اسمه ألونسو كيشانو، كان النبيل مهووسا بقراءة الروايات الرومانسية، إلى حد يصل للجنون، يتبنى لنفسه اسم دون كيشوت، ويتجول حول منطقة في إسبانيا، اسمها لا مانشا.
خلال الرواية يواجه البطل العديد من التحديات والمعوقات، وهي غير موجودة على أرض الواقع، وتوجد في عقله فقط، فهو يتخيل تلك المواقف، منها أن هاجمه جماعة من الرهبان، وقطيع من الأغنام، وكان يعتقد بأن بعض طواحين الهواء، ما هي إلا عمالقة.
تدور أحداث الرواية في إطار كوميدي تهكمي، على الفرسان وأفعالهم، وحققت الرواية عند نشرها نجاحا ضخما، ورغم ذلك لم يحقق ثربانتس إلا أرباحا قليلة، اجتاحت الرواية جميع أنحاء إسبانيا والبرتغال في نفس العام، وعلى مدار العقد التالي، ترجمت الرواية، وانتشرت في جميع أنحاء أوروبا، وفي المستعمرات الأمريكية الإسبانية.
اعتبر الكثير من النقاد أن رواية دون كيشوت، هجاء للأرثوذكسية، والفروسية، ومفاهيم الوطنية في تلك الأوقات، وتعد الرواية أعظم روايات ثربانتس، ومن أعظم الروايات العالمية على الإطلاق.
ميجيل دي ثربانتس.. الروائي والجندي الشجاع
جدير بالذكر أن ميجيل دي ثربانتس، ولد في مدريد عام 1547، وكان منذ طفولته قارئا نهما لجميع الأعمال الأدبية المتاحة أمامه، بدأ في الكتابة الأدبية عندما نشر مجموعته الأولى عام 1569، وكانت تضم بعض الأشعار بعد وفاة إليزابيث دي فالو، زوجة ملك إسبانيا، كما شارك في الحرب في العام التالي، وأظهر الشجاعة الكبيرة في معركة ليبانتو 1571.
تم أسره خلال الحرب من القوات العثمانية، وأخذ كعبد لمدة خمس سناوت، لكنه تمكن من العودة لإسبانيا بعد دفع فدية مقابل إطلاق سراحه.
ذاع صيته في السنوات الأخيرة من حياته بعد نشر الجزء الأول من دون كيشوت 1605، والتي ترجمت لأكثر من 60 لغة عالمية، وفي عام 1615، نشر الجزء الثاني منها، ورحل عن عالمنا في 22 إبريل من العام 1616، ودفن في دير بـ مدريد، في قبر غير مميز.
