صديقه خان العيش والملح.. القصة الكاملة لـ مقتل تاجر أعلاف بالشرقية
لم يكُن يدري زكريا، تاجر الأعلاف الذي بالكاد أتم عامه الثالث بعد العشرين، أن طيبته وصداقته لأحد أهالي بلدته ستكون وبالًا عليه، وأن ذاك الصديق لن يكون سوى صاحب مصلحة لا يبحث إلا عن غايته ولا يؤتمن أو يصون العيش والملح الذي أكله مرارًا في منزل زكريا، وأن القصة بكل ما فيها من طيبة وود وإنسانية من جانب الأول، وخيانة وطمع ونفاق من جانب الثاني، ستنتهي نهايةً مأساوية يدفع زكريا فيها حياته ثمنًا لطمعه، وجشع من لا يرحم ولا يصون.
بين جنبات قرية الرضاونة التابعة لدائرة مركز شرطة الحسينية بمحافظة الشرقية، حط طائر الحزن بجناحيه على منزل أسرة المغدور به زكريا فرحات عبداللطيف عبيد رضوان، الشاب ابن الثلاثة وعشرين ربيعًا، فيما تحدثت أسرة المجني عليه إلى القاهرة 24، وسط حالة من الحزن والأسى، منوهين بأن فقيدهم دفع حياته ثمنًا لثقته في صديق لم يراع أنه دخل إلى منزله وأكل من طعامه، موضحين أن المتهم عبدالله ص ع، 22 سنة، تاجر أعلاف، قد أنهى حياة زكريا أثناء رحلة عملهما في محافظة القاهرة، إذ حاول الجاني تدليس جريمته زاعمًا وفاة زكريا في حادث سير، لكن أحد أفرد الأسرة اكتشف الجريمة.
يقول علي فرحات، شقيق المجني عليه زكريا، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا يفيد بمصرع شقيقه جراء حادث تصادم في محافظة القاهرة، لكن لدى وصوله رفقة أفراد أسرته إلى مكان جثمان شقيقه، فوجئ بالمتهم يُخبره بوفاة زكريا في حادث دهس، لكن حين رأى جثة شقيقه وجد آثار ضرب في الرأس من الجهة الخلفية، لتتكشف أستار الجريمة.
سرد علي تفاصيل ما دار من صداقة لم تكن في محلها من جانب الجاني، وكيف استغل براءة وطيبة زكريا وغدر به لأجل سرقة 80 ألف جنيه كانت بحوزته، مطالبًا بالقصاص العادل والناجز لأجل حقن الدماء؛ إذ أن المتهم جارهم لا يبعد مسكنه عن منزلهم سوى بضعة أمتار، لكنهم يثقون في العدالة وسيادة القانون.
تلتقط أطراف الحديث دينا صلاح، 23 سنة، زوجة المجني عليه، لتؤكد من وسط دموعها أنها لم تكُن تعرف في البداية أن زوجها قد قُتل، لكن تبين فيما بعد أن جارهم وصديق زوجها قد قتله، وقد خان العيش والملح طمعًا في مال كان بحوزة زوجها ولا يملكه.
وأردفت: جوزي مات غدر، وساب لي 3 عيال أكبرهم بنت عندها 3 سنوات، وأصغرهم ولد عمره 6 أشهر.. ملناش غير ربنا ومش طالبين غير القصاص.
الأسرة ترفض تلقي العزاء
من الزوجة إلى عم المجني عليه، الذي أوضح أن الأسرة لن تُقيم أو تقبل عزاء في المجني عليه، قبل أن يقتص القضاء لهم من الجاني الذي غدر بنجلهم، منوهًا بأن الجاني استغل طيبة زكريا وأنهى حياته وهو نائمًا طمعًا في المال: زكريا افتكره صاحب، وفتح له باب رزق لكن المتهم طلع خاين وقتله وهو نايم بسبب طمعه في الفلوس.. مش طالبين غير القصاص.
وفي وقتٍ سابق، استقبل مستشفى الحسينية المركزي، جثة المجني عليه زكريا فرحات عبداللطيف عبيد رضوان، 23 سنة، تاجر أعلاف، مُقيم في قرية كفر الرضاونة التابعة لدائرة مركز شرطة الحسينية، مصابًا بجروح قطعية وكدمات بأنحاء متفرقة بالجسد.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة، بائع أعلاف صديق المجني عليه ويعمل لديه يُدعى عبدالله ص ع، 22 سنة، مُقيم بذات الناحية، وجرى ضبطه وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة بغرض سرقة المجني عليه، فيما تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة الحسينية صرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.