الرواية والتاريخ.. علي الجارم يسرد مأساة زبيدة وكفاح المصريين ضد الفرنسيين في غادة رشيد
رواية غادة رشيد واحدة من الروايات التي كتبها الشاعر والروائي الكبير علي الجارم وتدور الرواية حول شخصية زبيدة التي عرفت في التاريخ باسم «غادة رشيد» وذلك لشدة جمالها وهي التي تزوجه من جاك مينو أحد قواد الحملة الفرنسية على مصر.
ويسير على الجارم مع القارئ في قصة زبيدة منذ الطفولة وكيف تنبأت لها عرافة بأنها ستصبح ذات شأن كبير، وأنَها ستكون ملكةً لمصر، ولذلك ترفض الزواج من أحد حتى تأتي تتزوج من الحاكم الفرنسي «جاك فرانسوا مينو»، الذي جاءَ إلى رشيدٍ إبَّان الاحتلال الفرنسي، لأنه يمتلك القوة والسلطان.
نضال المصريين ضد الاستعمار
من خلال قصة زبيدة ينقل لنا الكاتب نضال المصريين ضد الاستعمار الفرنسي، ومنهم محمود العسال ابن خالة زبيدة الذي كان يحبها بشكل كبير لكنها رفضته في مقابل الجاه والسلطان لدى جاك مينو، وكذلك والد زبيدة الذي يترك رشيد ويذهب إلى القاهرة ويشترك في أحداث الأزهر وقتال الفرنسيين.
يواصل الكاتب القصة ليجسد لنا معاناة زبيدة، فيما بعد من أفعال جاك مينو ومعاملته السيئة لها ثم يجبره على الذهاب معه إلى فرنسا رغما عنها، وتفقد الأهل والأحباب وتجد ما كانت تحلم به سرابا، وتتمكن مرة أرخى من العودة إلى مصر لكن بعد أن سارت حطاما ويتنهي بها الحال إلى الموت.
من أجواء الرواية
ذهب محمود إلى سوق المغاربة غاضبًا آسفًا، يفكر في هذا العذر الجديد الذي سدت به عليه زبيدة طريق الأمل، وسأل عن الحاج محمد السوسي فأرشد إلى دكانه، فرآه مغلقًا، ثم سأل عن داره فوصفت له، فطرق بابها ففتحت له العجوز خائفة مرتابة، فقد تكرر في هذه الأيام تطفل الجند على المنازل. ولما سمعت لورا صوته كاد يجن جنونها ويضطرب ميزانها، وشعرت بنار مشتعلة تدب في أوصالها، وودت لو أنها قطعت السلم بوثبة واحدة، لتقع بين ذراعي حبيبها، وتغمر وجهه بالقُبل ولكنها كبحت جماحها جهد ما تستطيع، واستنجدت بالطبيعة الإنجليزية الرزينة، وقالت دون أن ينم صوتها عن شيء.