بعد استهداف السعودية والإمارات.. هل تعلن أمريكا جماعة الحوثي منظمة إرهابية؟
كان من الخطأ من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب ويجب استعادة هذا التصنيف الآن.. عبارة لطالما رددها الشارع السعودي والإماراتي واليمني على خلفية الهجمات الأخيرة للجماعة المسلحة واستهدافها المدنيين باليمن وكذلك استهدافها السعودية والإمارات.
فالجماعة المسلحة خلال الساعات الفائتة نفذت هجمات متتالية على مناطق بالمملكة العربية السعودية أوقفها التحالف العربي قبل دخولها أجواء المملكة، في حين استطاع الحوثي تدمير صهاريج نفط إماراتية مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 في أبوظبي.
الإعلامي والكاتب اليمني عبد الكريم المدي، قال لـ القاهرة 24، إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتسمية مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية تنتهك القانون الدولي وتهاجم الأعيان المدنية داخل اليمن وفي دول الجوار.
نصوص القانون الدولي
وأوضح أن نصوص القانون الدولي تدين مليشيات الحوثي وعلى مجلس الأمن كونه المعني بحماية القانون الدولي إدانتها وتقديم كل أشكال الدعم للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والشرعية والقوات التي تتواجد في الميدان لدحرها وتحرير الحديدة وموانئها التي يتم تهريب السلاح للحوثية من خلالها.
وأضاف الإعلامي والكاتب اليمني عبد الكريم المدي، أن الشعب اليمني سيستفيد من إعادة تسمية وإدراج الحوثي على قوائم الإرهاب، قائلا: هذه جماعة إرهابية وكل سلوكياتها وممارساتها إرهابية عدوانية تعتبر السلام موتا لها.
وعود جو بايدن الانتخابية
الكاتب والمحلل السياسي اليمني وليد المشيرعي قال لـ القاهرة 24، إن إعلان الأمم المتحدة وأمريكا منظمة إرهابية يصعب تحقيقه الآن، خصوصا وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء حملته الانتخابية وعد بإيقاف الحرب في اليمن، وأن هذا الأمر لم يتأتى بعد، كما أن إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب سيشكل بذلك صفعة لكل الوعود التي قطعها جو بايدن على نفسه.
وأوضح أن ثمة ضغوط على الإدارة الأمريكية من جهتين، من المؤيدين والمعارضين للحرب، لذلك يسعى الرئيس الأمريكي إلى التعويض عبر تصريحات وإدانات للأعمال التي يقوم بها الحوثي، آخرها تصريحات مستشار الأمن للرئيس الأمريكي قبل يوم بأن واشنطن ستعمل على محاسبة الحوثي.
وتابع: إدراج الحوثي مجددا على قوائم الإرهاب ما زال بعيدا، فالحوثي أخرج من قائمة الإرهاب تنفيذا للوعود الانتخابية التي قطعها الرئيس الأمريكي جو بايدن على نفسه، خصوصا وأن قطاعات كبيرة في المجتمع الأمريكي تنظر إلى الحرب في اليمن من منظور آخر غير الذي نراه نحن، ومن ثم تتفاعل الإدارة الأمريكية مع هذا الاتجاه.
مطالبات يمنية لإدراج الحوثي على قوائم الإرهاب
على صعيد متصل، طالب وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، المجتمع الدولي باتخاذ "إجراءات أكثر حدة" تجاه ميليشيات الحوثي الإرهابية، بعد هجماتها الأخيرة على السعودية والإمارات التي اعتبرها "دليلا على التخبط".
ووصف بن مبارك في تصريحات صحفية، الهجمات بـ "التصعيد غير المسبوق والتهديد المباشر والحقيقي للأمن القومي العربي والإقليمي".
وقال بن مبارك: يجب أن تكون هناك خطوات مباشرة من المجتمع الدولي ترتقي إلى مستوى هذا الحدث. الإدانات الدولية مقدمة طيبة لكن يجب ألا يكتفي المجتمع الدولي بذلك. أعتقد أن هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات أكثر حدة.
وتابع: إعادة الحوثيين إلى قائمة داعمي الإرهاب خطوة أصبحت مهمة جدا لتأكيد موقف دولي مغاير لما كان متبعا في الفترة الماضية"، بعد "فترة اختبار طويلة ورسائل مهادنة للحوثيين، مع عدم انصياعهم لدعوات السلام.
واعتبر وزير الخارجية اليمني هجمات الحوثي الأخيرة تخبطا بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الميليشيات على يد الجيش الوطني اليمني وألوية العمالقة بدعم التحالف العربي. شاهدنا خلال الأسابيع الأخيرة تقدمات كبيرة في شبوة ومأرب.
ومن جهة أخرى، اتهم بن مبارك إيران بأنها طرف رئيسي في التصعيد الحوثي الأخير.
حماية أصدقاء أمريكا
في الغضون، وصف السيناتور الجمهوري البارز جيم انهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي، ميليشيات الحوثي بـ الإرهابية، ودعا إلى تصنيفها منظمة إرهابية، مدينا الهجوم الذي تعرضت له الإمارات وتبنته الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقال عبر حسابه على تويتر: تظهر هجمات اليوم المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران إرهابيون"، مضيفًا "كما أشرت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب"، وتابع "يجب استعادة هذا التصنيف الآن.
وفي الأيام الأخيرة كثفت جماعة أنصار الله الحوثي من هجماتها على المدنيين في اليمن، إلى جانب توجيه عدة ضربات باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على دول الجوار في السعودية والإمارات.
إدانات دولية للهجوم على الإمارات
وأدان المجتمع الدولي الهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية، وعلى دولة الإمارات العربية، حيث دانت دول غربية وعربية وكيانات دولية تلك الاستهدافات.
ويشن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية هجمات عسكرية على مناطق نفوذ وسيطرة الحوثي على إثره تكبدت الجماعة المسلحة خسائر مادية وبشرية فادحة.
وخلال الأيام الأخيرة فقدت جماعة الحوثي السيطرة على مناطق كثيرة كانت بحوزتها بسبب تغيير التحالف العربي استراتيجيته العسكرية وسط تقدم للجيش اليمني والمقاومة وألوية العمالقة على الأرض خصوصا بشبوة ومأرب وبعض المناطق الأخرى.
