ذاكرة الأمثال.. ما يصعب ع العريان إلا يوم الخياطة
يعتقد البعض خطأ أن الأمثال مجرد أقوال يتم استدعاؤها للفكاهة والضحك والتسامر وذلك مخالف تماما للحقيقة لأن الأمثال تمثل هوية الأمم وجذورها الضاربة في عمق التاريخ فنسطيع القول إنه بقدر ما تكون الأمثال قديمة بقدر ما تكون حضارة وهوية الأمة التي تركت هذه الأمثال قديمة وضاربة في التاريخ.
توقفنا الأمثال على تجارب أسلافنا فنتزود منها بالخبرات الحياتية ونأخذ منها الدروس والعبر، والأحوال التي يستحضر الإنسان فيها الأمثال كثيرة ومتنوعة بشكل كبير ومن هذه الامثال قولهم ما يصعب ع العريان قد يوم الخياطة، أي لا يشق على الفقير المحتاج للثياب شيء مثل اليوم الذي يرى الناس يخيطون فيه ملابسهم الجديدة؛ لأنه يتذكر بذلك حاله وحاجته وبعضهم يروي فيه: «إلا» بدل قد.
ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه معجم الأمثال أن المثل يضرب في أن رؤية الشخص ما هو في حاجة إليه في أيدي غيره شاقة على نفسه؛ لأن الرؤية تهيج الذكرى وقد يكون المراد أن أصعب يوم يمر عليه من أيام عريه يوم يخيطون له ثوبا؛ لأن المحروم من الشيء إذا تحقق أمله ودنا وقته استطال المدة القصيرة الباقية عليه.
فتحوها الفيران وقعوا فيها التيران
ومن الأمثال الساخرة أيضا لكنها ذات مغزى قولهم: فتحوها الفيران وقعوا فيها التيران، والمراد أن الفئران فحتت في الأرض فكانت سببا لعثور الثيران ووقوعها.
ويضرب المثل للشيء يفعله الصغار فيسبب الضرر للكبار ويؤخذون به وفي معناه قولهم: عملوها الصغار وقعوا فيها الكبار.
