علي جمعة: الله وضع مقياسًا ومعيارًا للحب
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن الله وضع مقياسًا ومعيارًا للحب، فالحب قد يكون دعوى مجردة عن دليل؛ ولا بد من كل قضية أن يكون لها دليل حتى تكون صادقة برهان، فعندما تقول إني أحب الله، هذه قضية؛ فأنت تخبر عن نفسك بحب الله، مستشهدًا بقوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } .
علي جمعة: الله سبحانه وتعالى وضع شروطًا حتى تكون في معيته
وتابع جمعة: الحب هذا ما شكله ؟ ميل في القلب، عطف في القلب، وهذا الحب ما مقياسه ؟ تحب تنظر إليه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }.
وواصل مفتي الجمهورية السابق: تحب أن تكون في معيته، والله سبحانه وتعالى وضع شروطًا حتى تكون في معيته، ووضحها في القرآن بإن الله يحب، إن الله لا يحب: { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ } فلا تكون مفسد وتقول إنك تحب ربنا،{ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }، يجب أن تكون محسن، { إنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } يجب أن تتوكل على الله، { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فلا تكون مسرف، ولو كنت مسرف فأنت لا تحب ربنا..وهكذا.
واستطرد: إذًا الحب وعدم الحب الذى نسبه الله سبحانه وتعالى في القرآن إنما نسبه لك أنت حتى تبتعد عن ما لا يحب وتقترب مما يحب، ومفتاح هذا كله { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }.
واختتم جمعة، قائلا: إذن إذا أردت أن تكون محبوبا لله وأن تظهر حبك لله ؛ فعليك أن تتبع سيدنا رسول الله ﷺ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا}، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، إذًا دعوى الحب دليلها.
