الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جبهات جديدة للصراع.. ماذا وراء هجوم الحوثي على الإمارات؟ | تقرير

الحوثيون في اليمن
سياسة
الحوثيون في اليمن
الأربعاء 19/يناير/2022 - 02:10 م

مثّلت الهجمات الحوثية على أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة سابقة، هي الأولى من نوعها، منذ شن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، حربها ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، إذ عمل الحوثيون من خلال تلك الضربات على توجيه لكمة قوية إلى الاقتصاد الإماراتي؛ الذي يعد أحد الاقتصادات؛ التي ترتكز على السياحة والتجارة والنفط، خاصة أن الهجوم الحوثي استهدف صهاريج لنقل المواد البترولية، ومطارا في إمارة أبو ظبي.

تصعيد الحوثي وهجومهم على المنشآت الإماراتية؛ كشف قدرة الميليشيات المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، على وضع الأهداف الإماراتية في مرمى نيرانها عبر الطائرات المسيرة والانتحارية، وصواريخ متوسطة المدى.

في حين تشير العديد من التقارير الصادرة من قيادات ميليشيات الحوثي إلى أن تلك الهجمات تأتي ردا على انتصارات ألوية العمالقة على ميليشيات الحوثي في عدة مناطق يمنية، خاصة في منطقة شبوة ومحيطها، بعدما كبحت ألوية العمالقة عن التقدم؛ الذي حققته ميليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية.

وعقب الهجوم الحوثي على الأراضي الإماراتية؛ توعدت الإمارات ميليشيا الحوثي، بالرد على هذه الهجمات، خلال بيان صادر عن وزارة الخارجية، مؤكدة أن الاستهداف لن يمر دون عقاب.

الإمارات 

وكثفت القوات الجوية التابعة للتحالف؛ القصف على المواقع الحوثية، بينما أوضحت وسائل إعلام محلية يمنية، أن ضربات التحالف؛ استهدفت العميد عبد الله الجنيد، مدير كلية الطيران في صنعاء، والذي يعتبر أحد المشرفين على الطائرات المسيرة عند الحوثيين.

وذكر مصدر إماراتي لرويترز، أن أبو ظبي ستعمل على زيادة الضغط، من خلال عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الحوثي على مطار أبو ظبي، واستيلاء مسلحي الجماعة على سفينة إماراتية قبالة الساحل اليمني في وقت سابق من هذا الشهر.

 

الحوثيون يقتربون من الانتهاء

إسماعيل أحمد، الكاتب والمحلل السياسي اليمني، يرى أن مرحلة جديدة من التصعيد ستشهدها الحرب في اليمن، عقب الاستهداف الحوثي الأخير لمنشآت حيوية إماراتية، وقبله الاستيلاء على سفينة إماراتية قبالة سواحل البحر الأحمر.

وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن ميليشيات الحوثي؛ سبق أنْ هددت عبر ناطقها بضرب العمق الإماراتي فيما لو استمرت الأخيرة في تصعيدها على الأرض، من خلال دعمها لألوية العمالقة التي أحدثت فارقًا عسكريا كبيرًا؛ تسبب في فقد الحوثيين مواقع كثيرة ومهمة في شبوة ومأرب، لكن ذلك لا يعني قدرة الجماعة على فعل الكثير بالنظر لحالة عدم التكافؤ بينها وبين ما يملكه تحالف دعم الشرعية اليمنية.

وأوضح إسماعيل أحمد، أن هناك توجها جديدا يقوده التحالف العربي مع قوات الشرعية بدعم أمريكي، لتغيير المعادلة على الأرض، على نحو يفضي لإرغام الحوثي للقبول بالتسوية، خاصة أنه مؤخرًا تعرضت الجماعة الحوثية لضغوط متتالية؛ أهمها التقدمات العسكرية التي أحرزتها قوات الجيش الوطني وألوية العمالقة المدعومة من التحالف.

وتابع المحلل السياسي اليمني: في حال نجح التحالف في تصويب ضرباته الجوية على أهداف عسكرية دقيقة؛ تحد من قدرة الجماعة على استخدام الطائرات المسيرة في الهجوم، فإن نهاية ميليشيات الحوثيين وشيكة للغاية إذا ما استمرت قوات الشرعية في زحفها على الأرض، بإسقاط مناطق جديدة من حوزته.

وأشار إلى أنه عقب مقتل مبعوث إيران لصنعاء؛ فإن كل المؤشرات تدل على أن الحوثيين في أضعف حالاتهم، مبينًا أن مقتله شكّل منعطفا مهما في علاقة الحوثيين بمحيطهم القبلي.

 

إيران لا تقف وراء الهجوم على الإمارات

صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلت عن مسؤول أمريكي تصريحه، بأن إيران غير مشتبه بها في الهجوم على أبو ظبي، قائلا: الحوثيون يعملون بمفردهم، في حين يرى محللون آخرون، أنه من غير المستبعد أن يكون أحد أسباب التصعيد الحوثي، بهدف خدمة الأغراض التفاوضية مع إيران، خاصة أن الهجوم الحوثي؛ جاء بالتزامن مع وجود رئيس فريق التفاوض عن ميليشيا الحوثي محمد عبد السلام، في طهران. 

الحوثيون 

هجوم الحوثيين على الإمارات

من جانبه نشر معهد واشنطن للدراسات السياسية والاستراتيجية، دراسة توضح أن استراتيجية الاستهداف الانتقامية التي يتبعها الحوثيون، وتحذيراتهم خلال الأسبوع السابق للهجوم على الإمارات، تؤكد أن الحادث ليس مفاجئًا، ولكنه تصعيد عسكري ضد الإمارات.

وأوضحت الدراسة أنه منذ انسحاب الإمارات من اليمن في عام 2019؛ احتفظت فقط بوحدة صغيرة لمكافحة الإرهاب على الأرض، مع عدم مشاركتها في عمليات مناهضة للحوثيين.

بينما أفاد مسؤولون أمريكيون أن أبو ظبي تكثف مرة أخرى عملياتها الجوية، ودعمها للجماعات المناهضة للحوثيين مثل ألوية العمالقة؛ التي لعبت دورًا أساسيا في تحرير الساحل الغربي من الحوثيين في وقت سابق من الحرب، لتعيد ألوية العمالقة مؤخرًا انتشارها في شبوة، كجزء مما يبدو أنه استراتيجية إماراتية سعودية مشتركة.

الحوثيون 

ويشير معهد واشنطن أيضًا إلى أن الهجوم الحوثي لم يقض مضجع الإماراتيين فقط، بل تبعهم في ذلك الأمريكان أيضا، إذ تقع على بعد أميال جنوب المصفح قاعدة الظفرة الجوية؛ التي تتضمن القوات والمعدات الأمريكية، لذا بدأت القوات الأمريكية في تحليل معرفة من أين نشأت الطائرات دون طيار والصواريخ، وإلى أي مدى حلقت، وما إذا كانت أي أنظمة دفاع جوي مستخدمة؟ 

هجوم الحوثيين على الإمارات؛ أعاد إلى الأذهان أيضًا تساؤلات، بشأن إمكانية عودة أسلحة الدفاع الجوي الأمريكية؛ التي أعلنت واشنطن سحبها خلال العام الماضي من بعض الدول الخليجية، وسط ترقب دولي وخليجي في المقام الأول لما يمكن أن يصل إليه التصعيد الحوثي ضد الدول المشاركة في قوات التحالف، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات.

تابع مواقعنا