باحث أثري يكشف عن المسكوكات ودورها في دخول العثمانيين إلى مصر
كشف حسام زيدان الباحث في التاريخ والآثار الإسلامية، عن المسكوكات ودورها في دخول العثمانيين إلى مصر
وقال الباحث الأثري، إن المسكوكات جمع مسكوكة وهي العملة المعدنية، وكانت تلك النقود المتداولة قبل ظهور العملة الورقية، وهي نوعان الدنانير جمع دينار وهو من الذهب، والدراهم جمع درهم وهو من الفضة.
وكانت المسكوكة "العملة المعنية دينار أو دريهم" تحمل ألقاب السلطان واسمه ومكان صناعتها وغيرها من نصوص صارت بها مرجعًا هامًا من مراجع التاريخ.
وأشار الباحث الأثري إلى أنه من طرائف حكايات التاريخ أن المسكوكات كانت ضمن حجج دخول العثمانيين إلى مصر، وعبر الأسطر القليلة التالية نعرف كيف استخدم سليم الأول المسكوكات كحجة لتبرير دخوله إلى مصر.
لم يكن لسلم الأول حجة شرعية لدخول مصر، فمصر إمبراطورية إسلامية إن صح التعبير وفيها مقر الخلافة ولو صوريًا وذلك في نهايات العصر المملوكي الجركسي.
وأراد سليمًا أن يستصدر فتوى تبيح له دخول مصر، فأجلس المفتي علي الجمالي بين يديه يستفتيه في الحرب ضد المماليك، طارحا عليه أسئلة ثلاثة كان آخرها: ما رأيك في دولة المماليك تنقش على الدنانير والدراهم آيات من القرآن الكريم، ويستخدمها النصارى واليهود والملاحدة من أهل الاهواء والنحل فيدنسونها أفظع الخطايا بحملهم إياها وهم في بيت الخلاء.
والمعنى هنا أن سليم الأول يسأل مفتيه، "هل يصح أن يتعامل المماليك بنقود عليها عبارات مثل "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أو آيات من القرآن الكريم، -وكان هذا هو حال الدنانير والدراهم سواء في العصر المملوكي أو غيره-، وأن يحملها غير المسلمين، وأن يدخل بها الناس "بيت الخلاء"، وهنا أفتى له الجمالي بجواز فتح مصر لأجل أن يمنع تلك التصرفات، وبالطبع هذا جزء من المبررات.
وبدأت المعارك، وعندما فتح سليم الأول مجال التفاوض مع طومان باي عقب انتصاره على قنصوه الغوري في مرج دابق، كان محور التفاوض أن يجعل طومان باي السكة "العملة" باسم سليم الأول، وحتى بعد نجاحه في الإيقاع بطومان باي خاطبه مؤنبًا "… لو اطعتني وجعلت السكة والخطبة باسمي ما جئت لك ولا دست على أرضك".
وكانت السكة "العملة" حجة واهية من العثمانيين لدخول مصر، لأنهم ببساطة بعد دخولهم إلى مصر سمحوا للناس باستخدام النقود المملوكية التي تحمل كتابات ونصوص سبق وأن اعترضوا عليها قبل دخولهم مصر، بل والنقود التي تم سكها في السنوات الأولى من الحكم العثماني لمصر نُعتت بأسماء مملوكية، مثل الدينار الأشرفي - الأشرف برسباي - الأشرف قايتباي - الأشرف قنصوه الغوري).