مشاهدة التليفزيون بشكل مستمر يزيد من خطر الإصابة بالخرف | دراسة
يلجأ الكثير من المواطنين، إلى الجلوس أمام التليفزيون للاسترخاء بعد يوم طويل مُرهق، وقد يكون من أمتع الأوقات التي تقضيها، خاصة إذا كنت تشاهد فيلمك المفضل.
وفقًا للأبحاث، فهناك مخاطر صحية على كبار السن؛ الذين يمكنهم زيادة خطر الإصابة بالخرف، من خلال مشاهدة التلفاز أسبوعيًا، حيث يُمكن أن تزيد مشاهدة التليفزيون لمدة 24.5 ساعة في الأسبوع من خطر الإصابة بالخرف.
وتشرح دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports لفهم كيفية تأثير عادات مشاهدة التليفزيون على الإدراك لدى الأشخاص؛ البالغ أعمارهم 50 عامًا أو أكبر، حيث جادل مؤلفو الدراسة، أن معظم الأبحاث حول هذا الموضوع؛ تميل إلى التركيز على الأطفال والشباب.
في حين تم اختبار نظريتهم، حيث جمع فريق مُكون من 3662 مشاركًا بمتوسط عمر 67 عامًا يقيمون جميعًا في إنجلترا، وأبلغت المجموعة عن مقدار التليفزيون الذي يشاهدونه كل يوم، وخضعوا لاختبار إدراكهم.
ولاحظ القائمون على الدراسة؛ مدى قدرة كل منهم على تذكر قائمة من 10 كلمات شائعة، ويمكنه الخروج بأكبر عدد ممكن من الكلمات من فئة معينة في دقيقة واحدة، وثبت أن هذا يؤدي إلى دماغ أقل تركيزًا.
وقالت ديزي فانكورت، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وهي إحدى مؤلفي الدراسة من جامعة كوليدج لندن (UCL): بشكل عام يشير هذا إلى أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا؛ يجب أن يحاولوا التأكد من أن مشاهدة التليفزيون متوازنة مع الأنشطة المتباينة الأخرى.
مشاهدة المسلسلات مرهق
وصرح أندرو ستيبتو، الحاصل على درجة الدكتوراه، وهو أحد مؤلفي الدراسة من جامعة كاليفورنيا: يميل كبار السن إلى مشاهدة المزيد من المسلسلات التليفزيونية؛ الأمر الذي قد يكون مرهقًا لأنهم يرتبطون بشكل وثيق بالشخصيات، هذا يخلق ضغوطًا معرفية يمكن أن تسهم في تدهور الذاكرة.
كما قدم الخبراء الخارجيون أيضًا آراء مختلفة حول النتائج، حيث أشار البعض إلى أنه لا يزال هناك الكثير لا نعرفه، مثل ما إذا كانت عمليات تقليص الذاكرة تتأثر بما نشاهده، وما إذا كنا نشاهده بمفردنا أو ما إذا كنت تتفاعل مع التلفزيون.
الإفراط في مشاهدة التلفاز ضار
ومع ذلك، قال آخرون إن النتائج تعزز فكرة أن الإفراط في المشاهدة، قد يكون ضارًا بالصحة الإدراكية، كما يقول بوب باتون، محاضر في علم النفس الإكلينيكي من جامعة سوري في المملكة المتحدة: رغم أن التلفاز قد لا يفسد الدماغ كما قد توحي به الفكر التقليدي، إلا أن المشاهدة المعتدلة مرتبطة ببعض التغييرات الحقيقية جدًا بين المشاهدين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
العلاقة بين الخرف ومشاهدة التليفزيون
ووجدت دراسات أخرى؛ علاقة بين الخرف وزيادة مشاهدة التليفزيون، كما أثبتت دراسات حديثة أخرى؛ وجود صلة بين مشاهدة المزيد من التلفاز وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
وذكر دوجيرتي، أن مجرد الجلوس دون حراك؛ لا يُفسر كون مشاهدة التليفزيون نشاطًا ضارًا بشكل خاص، وفي سياق الإدراك وصحة الدماغ، ليست كل السلوكيات المستقرة متساوية، حيث ترتبط الأنشطة غير المستقرة غير المحفزة مثل مشاهدة التليفزيون بزيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك، في حين أن التحفيز الإدراكي للأنشطة المستقرة مثل القراءة والكمبيوتر وألعاب الطاولة؛ ترتبط بالإدراك المستمر، وتقليل احتمالية الإصابة بالخرف.
