المرأة الحديدية بقنا.. سعدون طلقها زوجها فارتدت ملابس الرجال للعمل في دق الطوب وطلوع النخل
طلقها زوجها تاركا معها طفلين أكبرهما في المرحلة الإعدادية، لكنها أثبتت أنها أقوى من كل الظروف بإرادتها وعزيمتها، وقررت أن ترتدى ملابس الرجال وتعمل وسطهم دق الطوب اللبن وطلوع النخل، في مهن لا يقبل عليها الكثير من الرجال لصعوبتها ومخاطرها التي قد تقضي على حياتهم في لحظات.
سعد الخير مصطفى عبدالعاطي عليان صاحبة الـ53 عاما، أصبحت الأشهر في قريتها بمركز قوص، جنوب محافظة قنا وبالتحديد في قرية جراجوس، لعملها في مهن لا تصلح إلا للرجال فقط، لكن ظروف الحياة أجبرتها على العمل في هذه المهن التي لن تبعدها عن قريتها وتجعلها قريبة من طفليها، فقد عملت فى هذه المهن الشاقة بعدما طلقها زوجها ورفضه الإنفاق على طفليه، واستطاعت من خلال عملها الشاق أن تنفق على نفسها وعلى طفليها، بالضغط على نفسها في العمل بدق الطوب وطلوع النخل.
ارتداء ملابس الرجال
عمل سعدون في دق الطوب وطلوع النخل، فرض عليها سلوكيات ومهارات جديدة لا بد أن تجيدها لكي تستطيع العمل وسط الرجال، فبدأت بلبس ملابس الرجال، والتظاهر بالقوة، حتى لا تكون مطمعًا لمن حولها من الرجال، وحتى تكون قادرة على إقناع صاحب العمل بقدرتها على إنجاز العمل الشاق المطلوب منها.
وقالت سعد الخير لـ القاهرة 24، إنها بدأت العمل في دق الطوب وطلوع النخل بعدما طلقها زوجها منذ سنوات تاركا لها طفلين في عمر الزهور، رفضا الانفاق عليهم، مضيفة: كان لزامًا على أن أبحث عن عمل لسد احتياجات أسرتي اليومية ومخليش أطفالي نفسهم في حاجة.
لجأت سعدون للعمل في تلك المهن الشاقة أخبرتها السابقة بها حيث إنها تعلمتها من والدها وكانت تعمل معه قبل زواجها، مؤكدة على أنها لم تتردد رغم صعوبة ذلك واستنكار الكثير من الرجال للعمل في تلك المهن، لكن حاجة أولادها للمال ضرورية لتوفير احتياجاتهم اليومية.
عمل السيدة الخمسينية في تلك المهن الشاقة جعلها معروفة بين جميع أهالي قريتها كونها السيدة الوحيدة التي تعمل فيها، مؤكدة أنها عملت أيضا مع عمال الخرسانة ورفع الرمال والزلط وتستطيع الطلوع بها لأكثر من 5 أدوار.
العمل باليومية
سعدون أشارت إلى أن يومية العمل أي مهنة من تلك المهن الشاقة في ظل ارتفاع تتقاضى من 30 إلى 50 جنيها، وهي أعمال لا تتوافر بشكل يومي لكنها دائما ما تكون مستعدة لأي عمل تكلف به.
وطالبت، أن تشملها برامج الرعاية الاجتماعية، وتنضم للمبادرة الرئاسية حياة كريمة لتخفف عنها جزء من المعاناة التي تتكبدها في الأعمال الشاقة، خاصة أنها لا تتقاضى أي معاش، كما تحلم بافتتاح مشروع صغير لها حتى تستريح من العمل في تلك الأعمال الشاقة.
