ذاكرة الأمثال.. قصة الخناقة ع اللحاف
تنقل لنا الأمثال خلاصة تجارب أسلافنا، فتتيح لنا أن نتزود بالخبرات الحياتية ونأخذ منها العبر والدروس، وأن نتبع الصواب ونتجنب الخطأ الذي وقعوا فيه.
تأسيسًا على ذلك فإنه من الخطأ الكبير الاعتقاد أن الأمثال مجرد أقوال يتم استدعاؤها للفكاهة والتظرّف، فالأمثال تمثل هوية الأمم وجذورها الضاربة في عمق التاريخ، والمواقف التي تستدعي الأمثال كثيرة ومتنوعة ومن هذه الأمثال قولهم الخناقة ع اللحاف.
جحا واللحاف
ولهذا المثل قصة طريفة من ضمن نوادر جحا، وهي أنه كان نائما في ليلة باردة فسمع لغطًا وجلبة في الطريق، فخرج من داره متدثرًا باللحاف فإذا هم جماعة يتشاجرون فلما توسطهم ليفصل بينهم سرق أحدهم لحافه وفروا جميعا؛ لأنهم كانوا لصوصا ثم عاد فسألته زوجته عما رأى فقال: إن المشاجرة كانت على اللحاف؛ أي: أنهم لما أخذوه سكتوا وتفرقوا.
ويضرب المثل السابق عندما نريد أن نفعل أمرا نتوصل من خلاله إلى أمر آخر هو المقصود ويستخدم فيه الحيلة والمكر فاللصوص في القصة لم تكن خناقتهم إلى من أجل الوصول إلى سرقة لحاف جحا فلما أخذوه انتهى أمر خناقهم.
ومن الأمثال الطريفة أيضا خنفسة شافت بنتها ع الحيط قالت: دي لوليه في خيط واللولية يقصد بها اللؤلؤة وفي جهات دمياط يقولون فيها: لولية وهو في معنى المثل العربي: زين في عين والد ولد، وفي نفس المعنى قولهم الخنفسة عند أمها عروسة.
