روايات السيرة الذاتية 1.. محمد شكري يقدم حياة مليئة بالبؤس والقبح في الخبز الحافي
يحرص عدد من الكتاب على كتابة سيرهم الذاتية كنوع من البوح للقارئ يريح الكاتب، هناك من يكتب سيرته الذاتية بكل تفاصيلها حتى لو كانت خادشة أو تخالف الذوق العام، وهناك من يسقط بعض الأحداث بما يناسب القارئ.
من أشهر روايات السيرة الذاتية هي رواية الخبز الحافي للروائي محمد شكري وهي رواية مثيرة للجدل ومليئة بالأحداث الشائكة التي رصدها محمد شكري بجرأة كبيرة لا يستطيعُها إلا القليل من الناس، من هذه الأحداث الشائكة قتل أبيه لأخيه في الرواية.
كما تمتلئ الرواية بالأحداث المثيرة الأخرى فيحكي محمد شكري بجرأة عن عالم الفقر والبؤس الذي عاش فيه، واضطراره إلى الأكل من القمامة وعنف أبيه في التعامل معه ومع أمه وانحلاله الأخلاقي نتيجة اتصاله بالمنحلين من بعض النشالين وعصابات التهريب.
كما يحكي محمد شكري بصراحة عن مغامراته النسائية وإقامة علاقات حميمة مع عدد من النساء الساقطات، بل يتطرق لما هو أكثر غرابة من ذلك وهو أنه نحت صورة امرأة على جذع شجرة كافور كبيرة ومارس الحب معها.
ويطلعنا محمد شكري على الجانب الأهم من حياته وهي أنه لم يتعلم القراءة والكتابة إلا بعدما تجاوز عمره 20 عاما، وبعدها أصبح واحدًا من أهم كتاب الرواية في الوطن العربي.
مهما يكن الاختلاف أو الاتفاق مع محمد شكري فيما قدم في روايته الخبز الحافي تبقى رواية السيرة الذاتية دفقة بوح تخنق الكاتب وعندما يطرحها على الجمهور فإنه يشعر بشيء من الراحة، وتبقى جماليات الكتابة هي الأهم في الأمر وكيفية تقديم الأحداث وليس الأحداث في حد ذاتها.
سيرة محمد شكري
محمد شكري من مواليد عام 1935م، شمال المغرب، وعمل كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمل حمالا، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة.
لمحمد شكري العديد من المؤلفات بخلاف الخبز الحافي منها: الشطار، مجنون الورد الخيمة، السوق الداخلي مسرحية السعادة، غواية الشحرور الأبيض.