الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدير المحاصيل السكرية: زراعة القصب بالشتلات تُحدث ثورة في الإنتاجية.. وتشغيل أول محطة بعد شهرين بكوم أمبو | حوار

الدكتور أيمن العش
تقارير وتحقيقات
الدكتور أيمن العش مدير معهد المحاصيل السكرية
السبت 22/يناير/2022 - 04:23 م

تُولي الدولة المصرية خلال الفترة الحالية، اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الزراعي، وتقدم العديد من المبادرات الرئاسية لدعم الفلاح، ومنها مبادرة تمويل التحول لأنظمة الري الحديث دون فائدة ولفترة سداد طويلة، وخلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من المشروعات التنموية بمحافظة أسوان، في إطار زيارته لعدد من المحافظات الجنوبية فيما عُرف بـ أسبوع الصعيد، وجّه بسرعة  زراعة محصول قصب السكر  بالطرق الحديثة لما له من مردود اقتصادي كبير على الفلاحين والدولة، وذلك من خلال إطلاق مشروع إنتاج 100 ألف شتلة قصب سكر.

مميزات زراعة القصب بالشتلات

وحول هذا السياق، حاور القاهرة 24، الدكتور أيمن العش مدير معهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، للتعرف على أهمية زراعة القصب بنظام الشتلات والجدوى الاقتصادية، ودور وزارة الزراعة في إنتاج شتلات القصب وبالكميات الكبيرة التي تلزم للتوسع في زراعته بتلك الطرق.

إلى نص الحوار

في البداية ما رأيك في مبادرة الرئيس بإنتاج 100 مليون شتلة قصب؟ 

القرار ينتصر للزراعة في مصر ويمثل طفرة وثورة في زراعة وإنتاج  القصب  في مصر، ويواكب التطورات والمتغيرات التي طرأت في الوقت الراهن، كم أن المبادرة نواة ستسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية للضعف وتوفر النفقات والعمالة والأسمدة ومياه الري لنصف الكمية المستخدمة تقريبًا أنه سيتم استخدام نظم الري الحديث في الزراعة من خلال الري بالتنقيط، ناهيك باستخدام الميكنة في عمليات الزراعة والحصاد، وهو ما يضمن للمزارع تكاليف أقل في الزراعة وهو ما يقابله هامش ربح أكبر.

شتلات القصب 

هل بدأتم فعلًا في إنتاج الشتلات؟ 

تمتلك مصر خبرات كبيرة في هذا المجال بعقول وسواعد العلماء بمعهد بحوث المحاصيل السكرية، وهذا المشروع كان بحاجة لإرادة سياسية وتم بفضل مبادرة الرئيس، وبالفعل خلال شهرين من الآن سيتم تشغيل أولى المحطات بكوم أمبو على مساحة 17 فدانا بتكلفة 110 ملايين جنيه، وتنتج 15 مليون شتلة في الموسم، وتعمل بتكنولوجيا عالمية.

قيادات وزارة الزراعة يتفقدون أعمال بناء وتشييد محطة شتلات كوم أمبو

هل هناك نية في إنشاء محطات أخرى لتلبية تلك الكمية الكبيرة؟ وما المدة الزمنية للانتهاء من المشروع؟

نعم.. هناك عدد من المحطات الأخرى ومنها إنشاء محطة بوادي الصعايدة في إدفو بطاقة إنتاجية 80 مليون شتلة في الموسم، بجانب إنشاء محطتين في محافظة قنا بإنتاجية تصل إلى نحو 160 مليون شتلة، ومحطة في الأقصر وأخرى في المنيا وسوهاج، والمدة الزمنية للانتهاء من المشروع نحو 3 سنوات.

ما حجم المساحات المنزرعة بمحصول القصب في مصر؟ وما حجم إنتاجية السكر من القصب؟

تبلغ المساحة الكلية المنزرعة بمحصول قصب السكر في مصر نحو 340 ألف فدان، وتتركز زراعته في محافظات الصعيد من المنيا وحتى أسوان، والمساحة المستخدمة في صناعة السكر تبلغ 240 ألف فدان، تُنتج سنويا 8.3 مليون طن من القصب، يتم تكريرها واستخلاص ما يقارب 900 ألف طن من السكر، أما باقي المساحة وهي 100 ألف فدان فيتم استهلاكها كعيدان للزراعة أو الاستهلاك في صناعة العصائر أو العسل الأسود.

حقول القصب

كم تحتاج تلك المساحة من الشتلات؟

يحتاج الفدان في زراعته بالنظم الحديثة بنظام الشتلات إلى نحو 6 آلاف شتلة، ومساحة القصب الإجمالية في مصر تحتاج لنحو 420 مليون شتلة، والمحطات السابق ذكرها ستوفرها بالكامل.

كم يحتاج الفدان المنزرع بالقصب من كميات المياه في الري بالغمر؟

يتم ريّه من قِبل المزارعين بكميات تصل لنحو 10 آلاف م3، وفي الزراعة بالشتلات ونظم الري الحديثة بالتنقيط تصل كمية المياه في الرية الواحدة لنحو 6 آلاف م3، بنسبة توفير تصل إلى 40%.

هل القصب محصول شرِه للمياه كما هو معرف لدى الكثيرين؟

لا أتفق معك، وهو عُرف وتقليد خاطئ، والدليل على ذلك أن القصب في موطنه الأصلي في المناطق الاستوائية المطرية تسقط عليه الأمطار بمعدل يصل لنحو 5 آلاف متر كعب سنويا.

شتلات القصب بالصوب التابعة لمعهد المحاصيل السكرية

ما الفرق بين نظام الزراعة التقليدية ونظام الزراعة بالشتلات في القصب؟

الفرق شاسع بين النظامين في كثير من المحاور، ولكن دعني أوجزها لك في عدد من النقاط للتيسير على المزارعين والمهتمين بنظام الزراعة الحديثة بالشتلات، والري بالتنقيط يحتاج الفدان إلى 7 آلاف شتلة فقط، ويتم نقل الشتلات وهي بعمر 3 أشهر، وهو ما يتبعه توفير في مياه الري والسماد خلال تلك المدة، كما أن متوسط الري للفدان يتراوح بين 6 آلاف م3: 7 آلاف م3 بنسبة توفير تصل إلى 40%.

كذلك من مميزاتها التحكم في المقننات السمادية والتي توفر السماد بنحو 30%، إمكانية استخدام الميكنة الزراعية في الزراعة والحرث والحصاد، والتي توفر العمالة والفاقد في الزراعة والحصاد، ويبلغ متوسط الإنتاجية ما بين 50 طنا لـ 60 طنا للفدان.

وبالنسبة للزراعة التقليدية، فإن بها الكثير من العيوب من حيث زيادة التكاليف أثناء الزراعة والإنتاجية الضعيفة واستهلاك كمية كبيرة من أعواد القصب في الزراعة من 6 إلى 8 أطنان للفدان، تحتوي من 60 ألفا : 80 ألف برعم، ينمو منها 5 آلاف فقط، وهو ما يُعد نسبة هدر كبيرة، الرية الواحدة تستهلك 10 آلاف م3، واستخدام كميات كبيرة من السماد، وانتشار لبعض الأمراض بسبب تشابك المحاصيل.

هذا بجانب العمالة الكبيرة في الزراعة والخدمة والحصاد، وفاقد كبير أثناء الزراعة والحصاد من خلال الطرق التقليدية، بجانب الإنتاجية الضعيفة والتي تتراوح ما بين 32 طنا إلى 34 طنا.

شتلات القصب داخل الصوب 

كيف ستقنعون المزارع بالتحول إلى الزراعة بالشتلات بديلا عن الطريقة الشائعة منذ دخول القصب لمصر؟

الفلاح المصري يمتاز بالذكاء ودائمًا يبحث عن الجديد وما يساعده على تحقيق الإنتاجية الكبيرة، يسعى لتطبيقه، والمشاهدة ستكون خير دليل على انتشار زراعة القصب بالشتلات.

أعلم من ذلك أنكم ستعتمدون على التطبيق العملي؟

بالضبط هذا ما سنفعله، سنعتمد على إمداد عدد من المزارعين الرواد في قراهم بالشتلات والتجربة الناجحة خير دليل على الاستمرار والتوسع، وكذلك الاعتماد على الحقول الإرشادية في المراكز والقرى بجانب المدارس الحقلية التي يجريها رجال الإرشاد الزراعي للمزارعين.

تابع مواقعنا