ارتفاع غير مسبوق في أسعار القهوة.. أسباب تهدد بـ غياب فنجان السعادة
واصلت أسعار البن ارتفاعها لمستوى قياسي غير مسبوق وذلك بعد استمرار عدم اليقين بشأن إمدادات البرازيل أكبر منتجي البن حول العالم، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج الاقتصادية.
وشهدت كولومبيا، التي تعد أكبر مصدري القهوة، انخفاض الإنتاج بسبب غزارة الأمطار، مما دفع في اتجاه تضخم التكاليف التي تؤثر على المستهلكين في سائر أرجاء العالم، بينما يفاقم الأزمة أن فيتنام والتي تعد ثاني أكبر الدول المنتجة لـ البن تعاني هي الأخرى من غلق الموانئ الخاصة بها؛ بسبب جائحة كورونا وهو ما تسبب في خفض إمدادات البن إلى العالم كله فضلا عن أن الصقيع في البرازيل أكبر منتج للبُن في العالم، تسبب في تلف الأشجار الخاصة بالبُن والتي تحتاج إلى 8 سنوات للإنتاج، وهو ما تسبب في انخفاض المعروض من البُن وفق تصريح عدد من الخبراء.
وتعد صناعة البن في مصر من أقدم الصناعات، ويوجد بها العديد من المطاحن ومحال البن الشهيرة، نظرا للإقبال الكبير من جمهور المستهلكين في مصر على مشروب القهوة، حيث يعد البن من أقدم المشروبات التي يتناولها المصريون.
أسعار البن الخام
وتتفاوت أسعار البن الخام داخل مصر وفقا لنوعها وبلد المنشأ، ويحتل البن اليمني المرتبة الأولى، إذ يعد بالنسبة للمصريين من أجود أنواع البن، ويصل سعر الطن منه نحو 85 ألف جنيه، بينما يحتل البن الحبشي بين جمهور القهوة المرتبة الثانية، ويصل سعر الطن منه لحوالي 60 ألف جنيه، ويأتي البن البرازيلي بالمرتبة الثالثة، ويصل سعره نحو50 ألف جنيه مصري للطن، ثم الإندونيسي الذي يصل سعر الكيلو منه إلى 40 ألف جنيه مصري، ويأتي في الترتيب الرابع. وتحتل المرتبة الخامسة البن الهندي وبعض الأنواع التي يتم زراعتها بجنوب إفريقيا، ويتراوح سعر الطن من هذه الأنواع ما بين 30 إلى 35 ألف جنيه للطن الواحد.
ووفق حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرف التجارية، فإن مصر تستورد نحو 70 ألف طن بن سنويًا، وهو ما أدى لارتفاع أسعاره مؤخرًا، خاصة وأن مصر تستورد البن بنسبة 100%، وليس لديها اكتفاء ذاتي من هذه السلعة لعدم ملائمة المناخ في مصر لزراعة البن.
وأوضح رئيس شعبة البن أن الأسعار الحالية للبن ارتفعت عالميا بنسبة 40 %، مؤكدا أن الأسعار في السوق المصري ارتفعت بنسبة 20% فقط من الارتفاعات العالمية التي كان من المفترض زيادتها، لافتا إلى أن أسعار البن لا يتحكم بها التجار ولكن تتحكم فيها البورصة العالمية مثل النفط والذهب.
وارتفعت أسعار القهوة مؤخرا بقيمة 20 جنيها للكيلو، فبدلا من بيع كيلو البن السادة بـ 80 و100 جنيه يباع حاليا بـ 100 و120 جنيها، كما أن سعر البن المحوج ارتفع ليباع الكيلو بـ 130 و150 جنيها.
وتعد بورصة البن العالمية هي ثاني أقوى بورصة في العالم بعد البترول، وقد شهدت أسعار البن ارتفاع مبالغ فيه بسبب تلف ربع المحصول بسبب موجة الصقيع التي حدثت في البرازيل، ومن ثم تسبب ذلك في زيادة الطلب وقلة العرض من السلعة.
كما أدي زيادة الاستهلاك لمشروب القهوة إلى ارتفاع أسعار البن، رغم أن معظم البن الموجود في الأسواق عبارة عن مزيج من أنواع مختلفة للبن يمثل اليمني منها النسبة الأقل.