روايات السيرة الذاتية 2.. جبرا إبراهيم جبرا يكتب عن طفولته في البئر الأولى
يحرص عدد من الكتاب؛ على كتابة السيرة الذاتية كنوع من البوح للقارئ يريح الكاتب، وقد يعتمد كاتب السيرة الذاتية على سرد تفاصيل سيرته؛ حتى لو كانت خادشة أو تخالف الذوق العام، وهناك من يسلط الضوء على أحداث معينة، ويسقط الأحداث الأخرى.
من أشهر روايات السيرة الذاتية، هي رواية البئر الأولى للكاتب الكبير جبرا إبراهيم جبرا، حيث نجد الكاتب يستعيد تفاصيل طفولته لأن لديه نوستالجيا إلى أيام الطفولة الأولى، كما أنه يرى أن عبارة عن مجموعة آبار؛ ينهل منها الإنسان كل حين، وأن أهم هذه الآبار هي البئر الأولى بئر الطفولة.
يتناول جبرا؛ طفولته حيث الحياة القروية البسيطة؛ التي كان الناس فيها يحرصون على تعليم أبنائهم رغم الأمية الشديدة التي كانت منتشرة في الآباء والأجداد، كما أنه يرصد المعوقات التي واجهته في حياته منها الفقر، وتواضع المستوى المادي، ومع ذلك يستطيع تجاوز تلك الأزمات، ليصبح من أهم أدباء العصر الحديث فضلا عن كونه رساما ومترجما مميزا، وقد وقع اختيار جبرا على فترة الطفولة، نظرا لصعوبة الكتابة عن كل مراحل حياته؛ كما ذكر هو في تقديمه للراوية.
كما أن من أجواء الرواية: انتبهت أن أهلي يسمون المكان الذي نسكن فيه الخان، ثم انتبهت إلى أن من يأتي عندنا يصفنا بساكني الخان، وهو لا ريب قد يكون خان في يوم مضى: غرفة فسيحة، عميقة، في الطابق الأرضي، من مبنى عتيق في الشارع العام، خلف الجامع وعلى مقربة من دكاكين كثير من كل نوع من البقال إلى صانع الأحذية وبرادع الحمير، وليس للغرفة نافذة ليس لها إلا باب حديد كبير كأبواب المخازن أكاد أعجز عن زحزحته لثقله، ورب الباب مرحاض صغير، أضف حتما بعد الفراغ من بناء الدار فيوم من أيام العهد العثماني الطويل.
جبرا إبراهيم جبرا.. روائي فلسطيني متفرد
يذكر أن الكاتب الكبير جبرا إبراهيم جبرا، من أهم الروائيين الفلسطينيين في العصر الحديث، له الكثير من المؤلفات منها السفينة، البحث عن وليد مسعود، الغرف الأخرى، وغيرها الكثير من الأعمال الإبداعية.