معايشة|أجواء ريفية وأصوات مُمتعة.. قصة أكبر ساقية في مصر وخبير سياحي: جزء من وجدان الفلاح الفيومي
ساقية كبيرة تخطف الأنظار، تعود بك إلى الزمن الجميل، وكأنك قد تُشاهد مشهدًا من أفلام الأبيض والأسود، لتتذكر هُنا الفنانة شادية، وهي تُغني لـ السواقي في فيلمها الشهير حظك هذا الأسبوع، كما تتذكر ما غنّته كوكب الشرق عام 1964 عن السواقي، وقالت: السواقي اللي ما نامت ليلة من كام ألف عام، شوف جمال الريف وآمن بالمحبة والسلام طوف وشوف، شوف آثار أجيال ملوا الدنيا حضارة وابتكار.
ساقية البسيونية، تُعد أكبر ساقية في أنحاء الجمهورية، وتوجد بقرية البسيونية التابعة لمركز الفيوم، كما تُعد من أهم السواقي بالمحافظة لما لها دور عظيم في ري المحاصيل الزراعية.
أكبر ساقية في مصر
توجد ساقية البسيونية في مُحيط من الزراعات الخضراء، وسط منظر طبيعي خلاب يخطف الأنظار، صوتها الرنان يرن في أذنيك يأخذك بعيدًا جدًا لـ استراحة أعصابك من الضجيج، مع سماع صوت أبو قردان وهو يُحلق في السماء الصافية أعلى الساقية، أصوات ممتعة وأجواء ريفية تُشاهدها في الفيوم لتستمع بالسياحة الريفية.
عدسة القاهرة 24 تجولت إلى قرية البسيونية ورصدت قصة أكبر ساقية في مصر
والتقت عدسة القاهرة 24، الدكتور هاني رشدي يونس، أستاذ مساعد بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة جامعة الفيوم، وأحد المُهتمين بالشأن السياحي والتراثي بالفيوم، ليتحدث عن ساقية البسيونية وأهميتها.
ساقية البسيونية
قال الدكتور هاني رشدي: إن السواقي بالنسبة للفيوم تعتبر من العلامات المميزة لمحافظة الفيوم، أما ساقية البسيونية تتميز عن باقي سواقي مصر، حيث ترجع السواقي إلى العصر البطلمي لممارسة الزراعة والاستصلاح الزراعي.
ميزة نسبية للفيوم
وأضاف رشدي، أن ساقية البسيونية، تعتبر ميزة نسبية لمحافظة الفيوم، لافتًا إلى أن البسيونية هي إحدى قرى الفيوم، وتضم العديد من العزب، وكان أحد الوجهاء في مصر كان يُسمى بسيون باشا، يمتلك عزبة بالمنطقة بـ اسم بسيون، وحتى وقتنا هذا تحمل العزبة هذا الاسم، فنجد أن ساقية البسيونية أو ساقية المدني كما يُطلق عليها البعض.
وتابع: ساقية البسيونية يرجع عمرها إلى أكثر من 2000 سنة، وكانت الفيوم تحوي أكثر من 200 ساقية ومنها ساقية البسيونية ولكن مُتبقٍ منها 42 ساقية، وبسبب اختلاف المناسيب أصبح عددها 22 ساقية في الوقت الحالي ومن ضمنها أكبر ساقية في مصر وهي البسيونية الواقعة بمركز الفيوم، بـ ارتفاع 8 أمتار، وهذه الساقية أكثر من 500 سنة لم تُجدد هذا التجديد الشامل، ولكن تمت إعادة استصلاح الساقية وتم نقلها لأكثر من مسافة 500 متر عابرة كباري وترع، لما لها من قيمة وذلك بقدرة الفلاح الفيومي حيث تُشكل جزءًا من تاريخه وموروثه سواء الموروث الثقافي أو بما يعود بالنفع لزراعة أراضيه فنجد أن الساقية هي جزء من وجدان المواطن الفيومي.
جذب السياحة
وأوضح، أنه على المستوى السياحي، نجد أن ساقية البسيونية تجذب عددًا كبيرًا من السياح لها، سواء من السياحة الداخلية أو الخارجية، وذلك لما لها من مقصد سياحي من السياحة الريفية المميزة.
وأضاف، أن ساقية البسيونية هي بالفعل أكبر السواقي الموجودة في أنحاء الجمهورية والعالم، ولها دور حيوي في توفير الماء ومن خلالها نستطيع زراعة المحاصيل.
أفلام الأبيض والأسود
وأضاف، عندما نُشاهد أفلام الأبيض والأسود ونرى مشهدًا للسواقي يرتبط ذلك بالفيوم، لأنها تتميز بالسياحة الريفية والسواقي، الفيوم تميزت بهذه الساقية لأن الفيوم لها طبيعة خاصة.
ساقية البسيونية توفر المياه
وأوضح رشدي، أن ساقية البسيونية تعتبر مهمة جدًا في تلك القرية للمزارعين لأن الساقية هي وسيلة توفير المياه وضخها من المناطق المنخفضة للمناطق المرتفعة، واختلاف مناسيب الأرض الموجودة بمنطقة البسيونية جعل لها قيمة كبيرة جدًا لري أراضي المزارعين، فلها فائدة اقتصادية عظيمة في توفير المياه اللازمة لزراعة المحاصيل التي تطلب ريها بالمياه، لذلك نجد اهتمامًا من الفلاح الفيومي تجاه ساقية البسيونية حيث تعتبر جزءًا من تاريخه ووجدانه.