الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفترق طرق خطير.. هل يعيد اعتزال سعد الحريري السياسة الحرب الأهلية في لبنان؟

سعد الحريري
تقارير وتحقيقات
سعد الحريري
الإثنين 24/يناير/2022 - 11:10 م

أزمة سياسية جديدة ربما تربك المشهد اللبناني المعقد، على خلفية إعلان زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري عزوفه وتعليقه للعمل السياسي، وعدم مشاركته في الانتخابات اللبنانية المقبلة.

 

قرار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، أثار تساؤلات عدة حول أسباب قرار تعليق المشاركة السياسية، والمستفيد من ذلك، وهل يصنع ذلك القرار أزمة سياسية جديدة، وكيف سيكون موقف حزب الله من تلك الاستقالة؟

 

مفترق طرق خطير

الكاتب والسياسي اللبناني المتخصص في الشؤون الخليجية والعربية، طارق أبو زينب، قال، لـ القاهرة 24، إن الشعب اللبناني والطائفة المسلمة السنية الذي يمثلها الرئيس سعد الحريري تقف على مفترق طرق خطير، ليس على المستوى الخاص بعزوف الحريري وتيار المستقبل الممتد على جميع الأراضي اللبنانية فحسب، إنما لكون قراره هذا لا يقتصر على البيت الحريري تحديدًا إنما على واقع الطائفة أولا ومنها إلى ما ستفرزه صناديق الاقتراع في مايو المقبل في ضوء غياب الزعامة السنية التي فرضت نفسها لاعبا أساسيا طوال عقدين من الزمن.

وأوضح أبو زينب أن اعتزال الحريري، اليوم، هو نتيجة حتمية بسبب هيمنة إيران وميليشياتها الإرهابية، وخسارة كبيرة لجميع اللبنانيين، خاصة أن الحريري يمثل الاعتدال، وأن المعركة الانتخابية التي يعوّل عليها اللبنانيون الطامحون إلى التغيير وإلى كسر المنظومة بقيادة ثنائي حزب الله والتيار العوني، لم تتحقق خاصة أن سلاح ميليشيا حزب الله موجه إلى صدور اللبنانيين، كما حصل في 7 مايو عندما احتلت ميليشيات إيران في لبنان العاصمة اللبنانية بيروت.

 

وتابع الكاتب والسياسي اللبناني: يجب تطبيق القرارات الدولية ونزع سلاح حزب اللّه وتطبيق بنود الورقة الخليجية التي قدمها وزير الخارجية الكويتية أحمد ناصر المحمد الصباح إلى المسؤولين في لبنان.

 

عدم استجابة كاملة للورقة الخليجية

فيما يرى المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، أنه لا يوجد تبرير لإعلان سعد الحريري، خروجه من الحياة السياسية، وأن التبريرات التي ساقها الحريري موجودة في لبنان منذ أكثر من 15 سنة، ولم تؤد إلى انسحاب الحريري من العمل السياسي والانتخابات النيابية، ملمحًا لوجود سبب جوهري غير معلن وقف وراء إصراره على الانسحاب، ليس بشخصه فقط وإنما بكل نواب وأعضاء تيار المستقبل.

 

وأضاف الرز، في تصريح لـ القاهرة 24، أنه ربما هناك تطورات قاسية سوف يشهدها لبنان، حيث تفيد المعلومات بأن الرد اللبناني على الورقة الخليجية العربية الدولية التي حملها وزير الخارجية الكويتي، إلى بيروت، لن تحمل استجابة رسمية لبنانية كاملة، مؤكدًا أن أوساط حزب الله وقيادته بدأت بـ نعيها.

 

وأشار الرز إلى أنه في حال حدوث ذلك، فإن ثمة تدابير قاسية ستتخذ بحق لبنان، وستكون لها توابع خطيرة، ولا يريد سعد الحريري تحمل أي مسؤولية تجاهها، كما أن الانتخابات النيابية قد تتأجل لعدة أشهر بسبب الخلل في الميثاقية الوطنية، نتيجة غياب الطائفة السنية مع ابتعاد ممثلها الأكبر، وهو سعد الحريري عن الاقتراع أو بالاقتراع الضعيف.

 

عودة الحرب الأهلية اللبنانية

وأوضح الرز أن هناك من يحذر من عودة الحرب الأهلية في حال تصاعدت النعرات الطائفية والمذهبية، وهذا التحذير له وقائع ظاهرة على الأرض، وقال الحريري إن مهمته الأولى كانت منع وقوع الحرب الأهلية فهل سيشكل غيابه السياسي مبررًا لعودة هذه الحرب.

 

وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن كل التوقعات محتملة، وللأسف كلها سيئة، حتى وإن تمت الانتخابات وفق القانون الحالي الطائفي - على حد وصفه - فإنها ستنتج برلمانا تحوز الطبقة الفاسدة على أغلبية مقاعده، ويبقى القول إن الإرباك السياسي الانتخابي حاصل عند كل الطوائف والتيارات السياسية وهو ليس محصورًا فقط بالطائفة السنية، الكل يعتريهم القلق من تدهور وضعف أحوالهم الانتخابية؛ بسبب عزوف الناس عن الشعارات وانصرافهم للبحث عن لقمة عيشهم ودوائهم وتعليم أبنائهم.

 

تبعات المشروع الإيراني

المحلل والباحث السياسي اللبناني براء هرموش قال، لـ القاهرة 24، إن قرار سعد الحريري أشبه بزلزال سياسي أصاب لبنان، وكان نتيجة معاناة طويلة قدم خلالها الحريري الكثير من التضحيات والتنازلات من أجل إنقاذ التجربة السياسية اللبنانية.   

 

وأوضح هرموش أن إصرار حزب الله على زج لبنان في حروب المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن وتوتر العلاقات اللبنانية العربية خاصة مع السعودية، الأمر الذي انعكس على الوضع الداخلي اللبناني سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا؛ ما أربك مشروع الحريري السياسي وأصابه بالصميم، مضيفا أن الحريري لم يعد قادرا على تحمل تبعات المشروع الإيراني وأذرعه في المنطقة وخصوصًا حزب الله الذي جعل من لبنان قاعدة عسكرية له تحت اسم المقاومة، ولم يستطع منع الأذى والإساءة عن السعودية والخليج، ناهيك عن اهتراء الوضع السياسي والاقتصادي اللبناني نتيجة تعدد الاتجاهات والولاءات السياسية والطائفية؛ ما أدى إلى قيام ثورة 17 أكتوبر، وانهيار الوضع السياسي والاقتصادي.

   

وتابع المحلل والباحث السياسي اللبناني براء هرموش: سعد الحريري الذي رفض جر لبنان إلى فتنة سنية -شيعية وتوترت علاقته مع حكم الأمير محمد بن سلمان الجديد، وإفلاس إمبراطورية شركته وانقلاب الكثير من الحلفاء وغدر بعض الأصدقاء واضطراب الوضع في المنطقة، فكل هذه الظروف أدت إلى تعليق حركة الحريري السياسية واعتزاله.

 

وأكمل السياسي اللبناني حديثه: لما كان تيار المستقبل يمثل غالبية الطائفة السنية ويمتلك أغلبية مقاعدها الوزارية والنيابية؛ فإن انسحابه من الانتخابات النيابية المقبلة سيفسح المجال أمام تبعثر القوة السنية وسيستفيد حزب الله قطعًا من ذلك.

سعد الحريري يعلق عمله السياسي

كان سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وزعيم تيار المستقبل، أعلن، في وقت سابق من اليوم، تعليق عمله بالحياة السياسية وعدم مشاركته وتياره السياسي، في الانتخابات اللبنانية النيابية المقبلة، أو أي نشاطات سياسية.

 

وقال الحريري إنه قرر عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار، مؤكدًا استمرار العائلة والتيار في خدمة الشعب اللبناني، لكن القرار هو تعليق أي مشاركة في السلطة السياسية بمعناها التقليدي.

 

وأكد أن التيار مستمر في موقعه بتنفيذ مشروع والده رفيق الحريري، بمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل من أجل اللبنانيين، متابعا: بيوتنا ستبقى مفتوحة لأهلنا وأحبتنا وللإرادات الطيبة من كل لبنان، ولن أنسى محبتكم وفضلكم وتعاونكم في أصعب الأوقات.

تابع مواقعنا