مش مجرد «كيكة»
أرسل لي أحد الأصدقاء مقطع فيديو لأب كاهن وكتب لي مع الفيديو رسالة وصلتني فيها مشاعر الغيرة على الكهنوت ومكانة الآباء في قلبه، فشعرت أن الفيديو فيه حاجة صعبة أو متصحش أنها تصدر من أب كاهن مثلًا، أو حاجة ممكن تكون مخجلة فهو بيتكلم من دافع خوفه على مظهر كنيستنا وعلى منظر آبائنا.
ولكن أول ما فتحت الفيديو لقيت أب وديع ومبتسم، واقف بيعلم الناس تعمل كيكة بسيطة وسريعة في 7 دقايق، ولكن الابتسامة اللي على ملامح وشه كفيلة أنها تطبطب أكتر من 100 وعظة، وكفيلة تخليه قريب من قلوب ناس كتير أكتر من كلمات منفعة كتير ممكن تتقال كنوع من جبر الخواطر أو الإرشاد لكن ممكن تتنسي مع الوقت.
والحقيقة محستش بنفسي، غير وأنا عمال بياخدني فيديو ورا التاني للأب الجميل "دوماديوس الراهب" وبشوف فيديوهاته اللي فيها وعظ هادي برضه ومش مُتكلف، وفيها بساطة وكلام خارج من القلب، علشان بس يدخل القلب، مش علشان هو المفروض يعمل كدا، لأ، هو عايش الأبوة فعلًا في كلامه وتصرفاته وفي كل حاجة بيقولها وبيعملها.
يمكن كمان اللي فرحني، لما عرفت القصة اللي ورا الفيديو، ومش هقولها، لكن يكفيني أقول، أن القصة اللي كانت ورا الفيديو، وعظة كبيرة ودرس كبير في مفهوم الأبوة والتضحية، في أنه ميفكرش في أي حاجة، غير أنه إزاي ممكن يبسط طفل صغير ويخليه مبسوط وسعيد.
قبل ما تصدر أحكام على الناس مهما كانت مكانتهم أو شكلهم أو طبيعة حياتهم، استنى وركز واعرف حاجة مهمة، أن جايز الصورة ممكن متكونش واضحة، وحتى لو وضحت قدامك، فهو برضه هيكون لسة فيه تفاصيل كتير لازم تكون مختفية علشان الصورة تفضل حلوة، لأن كل ما هتعمل Zoom يمكن التفاصيل تبان وحشة حتى لو الصورة في مجملها كانت حلوة جدًّا.
وأهم درس اتعلمته من فيديو الأب دوماديوس، أنك مش محتاج توعظ كتير علشان توصل لقلوب الناس، كفاية تكون صادق وحقيقي في مشاعرك وفي كلامك وفي أفعالك معاهم، وده أهم من أي حاجة تانية، والحاجات دي هي اللي قادرة فعلًا توصلك من أي قلب.
