جمهورية جديدة في حياتهم.. كيف صنعت ثورة 25 يناير الفارق في حياة أقباط مصر؟
حملت رياح ثورة 25 يناير تغييرات دراماتيكية عاشتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البداية كانت بإصدار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا في الـ 27 يناير بمنع المشاركة في بداية الاحتجاجات منعًا للتخريب، ومطالبة الأقباط بالصلاة من أجل مصر، لكن المارد قد خرج ولم يعد لصوت الحكمة الباباوية أي جدوى.
وتحل تلك الأيام الذكرى الحادية عشر على إطلاق شرارة ثورة 25 يناير 2011، والتي شَكلت الفارق في حياة المصريين عامةً وفي حياة الأقباط والكنيسة القبطية خاصةً.
ماذا أضافت ثورة يناير للكنيسة القبطية؟
وقال القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريحات صحفية سابقة: شكل المجتمع المصري، والمنطقة العربية ككل تغير بعد 25 يناير 2011، حيث أتيحت مساحة لكثيرين للتعبير عن أنفسهم أكثر من ذي قبل، سواء بشكل إيجابي بناء أو العكس.
ومن جانبه، قال الأنبا باخوم النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك في تصريحات لـ القاهرة 24: مما لا شك في أن بعد ثورة 25 يناير نرى تطور في فكر الدولة وبشكل خاص في موضوع المواطنة والحقوق المتساوية للجميع بغض النظر عن العقيدة أو الإيمان أو الدين.
وأوضح المطران سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية: شكلت ثورة يناير محطة هامة في حياة الكنائس المصرية حيث شارك المسيحيون في الثورة إلى جوار المسلمين فكانت لحظة من الترابط الوطني
التعامل الأمني والتصريحات الأمنية لبناء كنيسة جديدة أو إصلاح؟
الأقباط محرومون من بناء الكنائس إلا بموافقة رئيس الجمهورية، فأزمة بناء الكنائس قد شكلت السبب الثاني في الأزمات الطائفية على مدار 60 عامًا، أزمة توارثتها الأنظمة التي قبلت على نفسها أن تعمل بمرسوم عثماني.
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في حوار لقداسته مع القاهرة 24، إن وجود الأقباط على أرض مصر وجود أصيل، فيكفي أن كلمة قبطي تعني مصري، والعصر القبطي امتداد للتاريخ مثل العصور الفرعونية والإسلامية وغيرها، وفيما سبق كنا نرى تهميش للأقباط بشكل واضح، ولكن بعد ثورة 30 يونيو 2013 بدأت الأمور تتحسن كثيرًا، واتخذنا خطوة على طريق المواطنة وقبول الآخر.
تابع بطريرك الكرازة المرقسية: محطة إصدار قانون بناء الكنائس عام 2016، خطوة مهمة جدًا وإيجابية في النظر إلى مواطنين مصر نظرة واحدة.
وأصاف قداسة البابا: أريد أيضًا أن أذكر تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأقباط في الأعياد، فكيف كان هناك 15 مليون قبطي في مصر ورئيس الجمهورية لا يقول لهم كل سنة وأنتم طيبين، فكانت خطوة الرئيس السيسي رائعة وشكلت إحدى خطوات المواطنة، وهي بلا شك تُصلح أخطاء عهود سابقة.
وعن قانون بناء الكنائس الجديد، قال الأنبا باخوم في تصريحات لـ القاهرة 24: فكر الدولة المتطور يظهر أيضًا في قانون بناء الكنائس والذي أتاح للأقباط إمكانية بناء الكنائس بطريقة منظمة حسب الاحتياجات على أرض الواقع.
من جهته، أكمل المطران سامي فوزي حديثه لـ القاهرة 24: الكنائس تمتعت بعلاقات أفضل مع الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو، حيث صدر أول قانون لبناء الكنائس في تاريخ مصر عام 2016 على سبيل المثال.
كيف تعاملت الكنيسة مع الأقباط عقب ثورة يناير؟ وكيف رأت اندماج الأقباط سياسيًا داخل المجتمع المصري؟
قال القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريحات لـ القاهرة24، إن اندماج الأقباط في الحياة السياسية شيء إيجابي، فهم جزء أساسي من المجتمع المصري، فمشاركتهم السياسية أمر طبيعي، حتى لو كانوا حرموا منه لسنوات طويلة.
في السياق ذاته، قال الأنبا باخوم النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك: نرى تمثيل الأقباط بشكل أكبر في التفاعل السياسي ومشاركة كل ما هو خاص بسياسة الدولة في الأحداث والآراء، والمؤتمرات؛ وأيضًا المجالس مثل النواب.
وأضاف الأنبا باخوم في حديثه لـ القاهرة24: أتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة للتحدث عن الأقباط كفئة، ونتحدث عن المواطنين المصريين بشكل عام بعد ما وصلنا لهذه المرحلة من المواطنة؛ إذن فمن اليوم نتحدث عن المواطن المصري والتي يثبت جدارته استحقاقه أن يشغل أماكن معينة بغض النظر عن ديانته وإيمانه.
واختتم المطران سامي فوزي حديثه: كذلك فإن سنوات ما بعد الثورة، شهدت اندماجًا أكبر للمسيحيين سياسيًا فزادت نسب تمثيلهم برلمانيًا، حتى بلغت في عصر الرئيس السيسي الأعلى في تاريخ البرلمان المصري