الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأمن رسالة سامية وغاية ضرورية

الثلاثاء 25/يناير/2022 - 05:12 م

الأَمْن عنصر من عناصر الحياة، فغياب الأمن معناه غياب الحياة من حيث الاستقرار والعمل والإنتاج، والدول التي توجد بها حروب أو تنتشر فيها الفوضى تحت أي مسمى سواء كان ثورات للمطالبة بالحريات كما هو الشعار أو غير ذلك، فإن مجتمعاتها تصبح غير مستقرة وغير آمنة، وأبنائها يهاجرون بحثا عن المكان الذي يتوافر فيه الأمن الذي يستجلب معه العمل والاستقرار والحياة الكريمة، فالأمن والاستقرار هما مصطلحان مترافقان، فأينما وجد الأمن وجد الاستقرار، وأينما وجد الاستقرار فالأمن يكون مرافقًا له، فانعدام الأمن يسبب انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وغياب عناصر الدولة، فالأمن كما أقول دوما هو إحساس وليس رجل شرطة يحمل سلاح. 
 

الأَمْن هو مصطلح عام وشامل لجميع نواحي الحياة، فالأمن كما يعرفه رجال القانون هو مجموعةٌ من التدابير والقوانين التي يتّبعها الإنسان لتحقيق الحماية لنفسِه ومالِه وممتلكاته أو عرِضه أو أيّ شيءٍ ثمينٍ يخاف عليه، والأديان اعتبرت الأَمْن في غاية الأهميّة، وجعلته في مكان سامٍ، حيث ذكر القرآن الكريم في آياته أن الله عز وجل قد منً على الإنسان بنعمة الأمان، وذلك مصداقا لقوله عز وجل: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) وقد سنّ الإسلام قانونًا لحماية الإنسان وحرّم الإيذاء فيما بين الناس، بل اعتبر الإسلام الاعتداء على حياة الإنسان دون وجه حق من الكبائر التي توقع صاحبها في التهلكة، وتوقع المفاسد في المجتمع. 

والأَمْن أنواع عدة، فهناك الأَمْن العَسكري، وهو قدرَة الدولة على حماية مواطنيها وأبنائها وأموالهم وممتلكاتهم من أي تهديداتٍ خارجيّة قد تمسهم وتسبّب لهم الضرر، والأَمْن السِّياسي وهو استقرار نِظام الدولة وجميع الحكومات فيها وتقسيماتها التنظيميّة، وحمايتها من الانهيار أو وجود الثغرات فيها التي قد تكون مصدر تهديد لها، وهناك الأَمْن الاقتصاديّ وهو قدرة الدولة على المحافظة على رفاهية الأفراد ومستواهم المعيشيّ، من خلال توفير الموارد الرئيسيّة لهم، والأَمْن الاجتماعيّ وهو قدرة الدولة على المحافظة على تراثها ولغتها وثقافتها، والأَمْن البيئي وهو عبارة عن حماية الموارد البيئيّة من التلوّث والاستنزاف، واستخدامها بطرقٍ سليمةٍ مما يخدم الدولة ومجتمعها.


وبعد أن تناولت الأمن كمصطلح وأنواع؛ نأتي للحديث عن رجل الأمن، فهو دوره كالطبيب الذي يعالج الناس والمعلم الذي يعلم الناس، وليس هو الذي يحمل السلاح فقط، فإن حمل السلاح في حد ذاته لا يحقق الأمن والأمان، لأن الأمان شعور يشعر به الإنسان وليس شيئًا ماديًا يلمسه الشخص سواء كان رجلا أو امرأة صغيرا أو كبيرا. 


وهناك ‏من يزرع الكراهية والأحقاد والدماء، ويظن أنه مناضل يبحث عن حرية الشعوب، سواء كان يحمل فكرا ذا مرجعية دينية أو فلسفية، وذلك الشخص أو تلك الجماعة لن يجنوا الحب والأمان اللذين يزعمون أنهم ينشدونهما.


وفي عيد الشرطة أريد أن أبعث بالتحية والإجلال والإكبار لكل من يجعل من الشرطة رسالة يحمي بها القانون، وليس وظيفة يتعالى بها على الناس، ولكل من يرى القانون بعين، ويرحم الناس بالعين الأخرى، ويحقق الهدفين في آن واحد، تطبيق القانون وحب الناس.


فكل عام والشرطة المصرية أمن وأمان للمجتمع، حتى تكون أفضل وأرقى وأرحم ويعم الاستقرار ربوع الديار المصرية.

تابع مواقعنا