هتوحشني يا صاحبي
هتوحشني يا صاحبي.. إنا لله وإنا إليه راجعون
اليوم فقدت زميل مهنة وصديقا عزيزا، جمعتني به أوقات عديدة، وفترات مختلفة من تاريخ الوطن، وأشهد الله عليك يا ياسر أنك كنت دومًا مثالًا للصديق الوفي والصحفي المحترف الوطني الشجاع، جلسنا أياما وليالي معًا نتحدث في الشأن العام، جمعنا في نقاشنا هدفٌ واحد هو حب الوطن.
قلت لك كتابك الأخير الذي أهديته لي أعتبره وثيقة سوف أورثها لبناتي لأنها شهادة جندي وقد عاصر فترة مهمة وحساسة في تاريخ وطننا الغالي.
في آخر لقاء بيننا في آخر اجتماع لمجلس أمناء القاهرة 24، ذلك المشروع الذي كنت متحمسا لأنْ تشارك فيه بفكرك السباق ليكون من أكبر المشروعات الصحفية، ليس في مصر، بل على المستوى العربي- في هذه الليلة طلبت منك -يا أخي- أنْ تُقلع عن شرب السجاير ووعدتني بأنك سوف تقللها بالتدريج إلى أن يأتي شهر رمضان المبارك وتقلع عنها..
عانيتَ من بعض الأمراض لكنك كنت دومًا محاربًا للضعف، مومنًا بالله، عز وجل، وراضيًا بقدره.
سوف نفتقدك يا صديقي، يا محترم، لكنَّا سوف نحاول أن نكمل مسيرتك، كأنك معنا، فارقتنا بجسدك لكن روحك وأفكارك سوف تظل معنا.. هتوحشني يا صاحبي.