هل يجب قضاء الصلوات المتروكة عمدا؟.. عالم أزهري يجيب
أجاب الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد إليه نصه: هناك فتوى لبعض دعاة الفضائيات بأن تارك الصلوات عمدا لا يعيدها، فما هو الحكم؟
وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: هذا الكلام موافق لرأي أهل الظاهر ومخالف لرأي جمهور الفقهاء، مضيفًا: ورد في فتاوى دار الإفتاء المصرية ما خلاصته: جمهور الفقهاء على أن من ترك الصلاة من المسلمين المخاطبين بأدائها من وقت البلوغ سواء كان ذلك منه لسهو أو إهمال يجب عليه قضاؤها على الفور ما لم يلحقه ضرر أو مشقة.
وأضاف: فإن كثرت فإن له أن يقضي منها عقب كل صلاة مكتوبة ما وسعه إلى أن يتيقن من قضائها جميعا وبذلك تبرأ ذمته، وبدون ذلك لا تبرأ ذمته.
من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها
وتابع: الرد على من قال إن تارك الصلاة عمدا لا يعيدها بل يتوب ويستغفر: قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها)، فيه وجوب قضاء الفريضة سواء تركها بعذر كنوم ونسيان أم بغير عذر.
وأردف: إنما قيد في الحديث بالنسيان لخروجه على سبب؛ لأنه إذا وجب القضاء على المعذور فغيره أولى بالوجوب وهو من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، موضحًا: ثم رد على القائلين بعدم القضاء على من تعمد ترك الصلاة فقال: وشذ بعض أهل الظاهر فقال: لا يجب قضاء الفائتة بغير عذر، وزعم أنها أعظم من أن يخرج من وبال معصيتها بالقضاء.
وحذر من أمرين: الأول: يجب على كل مسلم أن يحافظ على أداء الصلاة في مواقيتها وعدم التهاون في ذلك الأمر ويجب عليه أن يقضي ما فاته منها، الثاني حذر جمهور المسلمين من أخذ الفتاوى عن البعض ممن يتصدرون الكلام في الفضائيات في هذه الأيام فكثير من كلامهم تنقصه الدقة العلمية، وكثير من كلامهم يكون مشحونا بالآراء الضعيفة أو الواهية.