المحاصيل الزراعية تلتهم حصص ملايين المواطنين من المياه.. لماذا تتجاهل الوزارة حل الأزمة؟
دقت الزيادة السكانية في مصر ناقوس الخطر، كما أنها تنذر بكارثة قريبة وفقر مائي حتمي، وفي نفس الوقت الذي تحارب فيه البلاد من جميع الاتجاهات للحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها، تمتص بعض المحاصيل الزراعية بشراهة نسب عالية من المياه تعادل حصص ملايين من المواطنين، ووفقا لما أكده خبراء اقتصاد زراعي، فإن هناك حلولا موازية من أنواع مختلفة من نفس المحاصيل التي تستهلك نسب مياه عالية، والاختلاف الوحيد بينهما أن الأنواع الأخرى لا تستهلك مياها بالإضافة إلى أنها لا تحتاج وقتا كبيرا للبدء في حصادها.
المحاصيل الزراعية تمتص حصص ملايين المواطنين في المياه
قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، لـ القاهرة 24 إن هناك اختراعا عظيما لدى وزارة الري، يعمل على قياس نسبة الرطوبة في التربة، ويمكن لهذا الجهاز أن يرشد المزارعين لأنواع الترب الرطبة المؤهلة لزراعة محاصيل تحتاج لنسبة عالية من المياه.
وتابع متولي: قرار وزارتي الري والزراعة بشأن تحديد محاصيل الأرز صحيح، ولكن هناك حلول عديدة أخرى للحفاظ على المياه وعدم إهدارها، مثل الأرز الجاف والسلالات العديدة الأخرى التي لا تستهلك مياها كثيرة، فلماذا لم تلجأ وزارة الزراعة لنصح المزارعين بها؟.
وأكمل أستاذ الاقتصاد الزراعي: من الأصلح زراعة سلالات الأرز الأخرى، ولكن تلك الخطوة تحتاج إلى عمل حملات توعية وإرشاد للمزارعين عن طرق زراعة الأرز من الأنواع المختلفة.
وأوضح الدكتور يحيى متولي، أن الأرز يحتاج لأكثر من 4 آلاف متر مكعب لزراعته، والقصب يحتاج لأكثر من 10 آلاف متر مكعب، في الوقت الذي رفعت فيه وزارة الزراعة لنسبة زراعة القصب لأكثر من النصف.
ولفت متولي، إلى أن الإنسان الذي تكون حصته من المياه ألف متر مكعب يعتبر فقيرا مائيا، وفي مصر نصيب الفرد بسبب الزيادة السكانية هو 500 متر مكعب، وهذا ينذر بكارثة قريبة كلما استمر عدد السكان في الزيادة.
