حرب أوكرانيا.. تحدي كبير بين روسيا وأمريكا يكشف أيهما الأقوى
يترقب العالم مآلات التوتر الدائر بين روسيا وأمريكا في أوكرانيا، وسط الحديث عن نشوب حرب بين الدولتين، في وقت تظهر فيه الشكوك حول قدرة أمريكا في حماية حلفائها بعد الانسحاب "الفوضوي" من أفغانستان، وأيضا الحديث عن رغبة روسيا في إحياء مجد الاتحاد السوفيتي من جديد بالتوغل في أوكرانيا إحدى جمهورياتها السابقة.
وسائل إعلام أمريكية رأت أن عصر أمريكا كقوة عظمى يخضع للاختبار بطرق جديدة في جميع أنحاء العالم، فبعد أشهر من إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانتستان العام الماضي، تعلن الحكومة أنه حان الوقت للدفاع عن أوكرانيا، حيث وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن 8500 جندي أمريكي في حالة تأهب قصوى لنشرهم في أوروبا الشرقية كرادع لروسيا وضمانة لدول الناتو.
النفوذ الأمريكي يحتاج إلى تعزيز
تقول شبكة سي إن إن الأمريكية، في تقرير لها، إن النفوذ الأمريكي يحتاج إلى تعزيز، لتوحيد دول الناتو في مواجهة روسيا، لافتة إلى أن الناتو يشعر بالقلق بسبب ازدياد جرأة الأنظمة التي تتطلع للتوسع مثل روسيا والصين.
ولفتت الشبكة الأمريكية الأشهر، إلى أن الولايات المتحدة تلعب دور وسيط الطاقة في الناتو، وتسعى للحصول على ضمانات من الشرق الأوسط وآسيا لمواجهة ورقة الضغط الروسية كأكبر مورد غاز طبيعي إلى ألمانيا.
وأكدت الشبكة في تقريرها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في معظم هذه القضايا، من أوكرانيا إلى سوريا إلى آسيا.
طرد أمريكا من أوروبا
ونقلت الشبكة عن فيونا هيل، البارزة في معهد بروكينغز ومسؤولة الشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقا، رؤيتها حول ما يسعي إليه الرئيس بوتين على الأقل في أوكرانيا، مؤكدة ان الرئيس الروسي بوتين يريد طرد الولايات المتحدة من أوروبا.
وأضافت: كأنه يقول: مع السلامة يا أمريكا، لا تدع الباب يضربك في طريقك للخروج.
وأكدت هيل في مقال لها بصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشعر أن القوة الأمريكية تنحسر، وأن الولايات المتحدة تعيش حاليا المأزق نفسه الذي كانت عليه روسيا بعد الانهيار السوفيتي، حيث ضعفت بشكل خطير في الداخل وفي تراجع في الخارج.
وتقول هيل إن المواجهة حول أوكرانيا يجب أن تقابل بقوة من الولايات المتحدة لأن صداها سيتردد في جميع أنحاء العالم.
ونوهت هيل، إلى أن ما وصفته بـ "عدوان" بوتين في أوكرانيا من شأنه أن يهدد نظام الأمم المتحدة بأكمله ويعرض للخطر الترتيبات التي ضمنت سيادة الدول الأعضاء منذ الحرب العالمية الثانية، على غرار غزو العراق للكويت في عام 1990، ولكن على نطاق أوسع.
