أسامة الأزهري: سيد قطب أبدع في وصف أهل الكتاب ثم كرّس جوا من العدائية ضدهم
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن هناك العديد من النصوص التي تبين أن حسن البنا وأبو بكر البغدادي وأبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري والعديد من رموز الخوارج، استخدموا قضية الولاء والبراء، والتي هي تحذير للإنسان من موالاة أعداء وطنه في حالة حربهم معه، وأن ينجرف الإنسان في خيانة وطنه وأن يصير عينًا للعدو.
وأضاف أسامة الأزهري، خلال برنامج الحق المبين، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، المذاع على فضائية دي إم سي: انظر كيف استخدم سيد قطب المفهوم الوطني والحميد، وكيف انحرف وأسس به فكرة الحركية والتنظيم والجماعة المغلقة التي تحمل السلاح على المسلمين.
أسامة الأزهري: سيد قطب حوّل الولاء والبراء لتكوين مبدأ الجماعة
واستدل الأزهري بما أورده سيد قطب في كتابه “في ظلال القرآن”، ودعوة المؤمنين إلى الإيمان الجاد الواضح المستقيم وتحذيرهم من الولاء لغير الجماعة المسلمة وقيادتها الخاصة، ومن التهاون والتراخي في دينهم مجاملة أو مراعاة للعلاقات الاجتماعية أو المصلحية مع المنافقين.
تابع الأزهري في كتاب في ظلال القرآن: ثم إن الإسلام لا يكتفي بأن يترك لهم حريتهم الدينية ثم يعتزلهم فيصبحوا في المجتمع الإسلامي مجفوين معزولين أو منبوذين، إنما يشملهم بجو من المشاركة الاجتماعية والمودة والمجاملة والخلطة، فيجعل طعامهم حلا للمسلمين، وطعام المسلمين حلا لهم كذلك.
وأشار الأزهري إلى أن النص السابق أبدع في وصف أهل الكتاب إلا أن سيد قطب عاد بنصوص تحارب أهل الكتاب، فقال: وهذه الحقائق الواعية يغفل عنها السذج في زماننا وفي كل زمان حين يفهمون أننا نستطيع أن نضع أيدينا في أيدي أهل الكتاب في الأرض للوقوف في وجه المادية والإلحاد.
وأكّد أسامة الأزهري أن سيد قطب حوّل الولاء والبراء لتكوين مبدأ الجماعة وهدم كل ما أبدع في ذكره في السطور السابقة من معاملة أهل الكتاب، بالإضافة إلى تكريسه جو من العدائية والتحريض ضد أهل الكتاب وأن أي تعامل مع أهل الكتاب يعد إخلالا بركن من أركان الدين.