المصري الفائز بشخصية العام بأستراليا: أخطط لتوسيع مبادرة رعاية المشردين.. ونادرًا ما أتغيب عن عملي | حوار
تقدم الجالية المصرية بأستراليا سطورًا من النجاح والتفوق، بمختلف المجالات، وخلال الأيام القليلة الماضية انتشر اسم المصري الأسترالي دانيال نور، وأصبح حديث العالم أجمع، وذلك بعد فوزه بلقب شخصية العام على مستوى أستراليا بالكامل فئة الشباب، وتكريمه من رئيس الوزراء الأسترالي؛ ليكون وجهة مشرفة ضمن سلسلة نجاحات المصريين بالخارج.
تحدث القاهرة 24 مع المصري الأسترالي دانيال نور، للحديث حول المبادرة التي دشنها لمساعدة المشردين خلال جائحة كورونا التي أهلته للفوز بجائزة شخصية العام، بالإضافة إلى عمله طبيبًا بأستراليا، وحلمه فيما بعد بشأن مبادرة رعاية المشردين في المستقبل وأيضًا حديثه مع وزيرة الهجرة.. وإلى نص الحوار:
في البداية حدثني عن نفسك؟
اسمي دانيال نور، مصري أسترالي، ولدت في أستراليا من أب وأم مصريين، أبلغ من العمر نحو 26 عامًا، أعمل طبيبًا بمستشفى Royal Northshore، وأريد أن أتخصص بمجال القلب.
ماذا عن مبادرة رعاية المشردين Street Side Medics بأستراليا ومتى بدأت؟
قمت بتأسيس مبادرة رعاية المشردين منذ أغسطس 2020، وذلك بعدما لاحظت ولمست وجود ثغرة في الرعاية الصحية المقدمة للأشخاص غير القادرين في نيو ساوث ويلز.
يتكون فريق المبادرة من 145 متطوعًا، وهي عبارة عن أربع عيادات متنقلة مجانية تتضمن خدمات طبية، يقودها طبيب عام وتتعاون مع الجمعيات الخيرية والملاجئ والخدمات التي لا مأوى لها لتوفير الرعاية الصحية الأولية على وجه التحديد لمجتمع المشردين، وميزة تنقلها يجعل وجودها مؤثرًا وقويًا بشكل كبير في عدد من الأحياء والضواحي الأكثر احتياجًا، وتتوافر بها أحدث الأجهزة الطبية مع أعلى معايير الأمن والسلامة المهنية.
ما الهدف من مبادرة رعاية المشردين؟
المبادرة هي خدمة طبية بشروطهم وفي أراضيهم، حيث المكان الذي يشعرون فيه بالراحة، وهدفنا الأساسي هو توفير الرعاية الصحية المثلى لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من التشرد معرضون بشكل كبير لخطر المعاناة من نتائج صحية سيئة، بما في ذلك ارتفاع معدلات الاعتلال والوفيات، ويرجع ذلك إلى عدد من العوائق الصعبة التي تحد من وصولهم إلى الرعاية الصحية، التي تتمثل في: قلة الوعي بالخدمات المتاحة، تكاليف باهظة، قلة النقل، أنظمة المواعيد المنظمة، وصمة العار والإحراج، التجارب السلبية السابقة وعدم الثقة في الممارس.
ماذا قدمت المبادرة لرعاية المشردين لهم حتى الآن؟
هدفنا الأساسي هو تقديم خدمات الرعاية الصحية التي قد تشمل على سبيل المثال لا الحصر فحوصات صحية، تشخيص وعلاج الحالات المرضية، إعداد وتنفيذ خطط الرعاية الصحية، التطعيمات، خدمات علم الأمراض، تقديم النصائح الغذائية، عمليات جراحية بسيطة، وإحالة المتشردين إلى التخصصات الطبية الدقيقة المناسبة.
ويعاني المشرد من عديد من الأمراض التي تشمل: المرض العقلي الشديد والمستمر، إعاقات جسدية، مشاكل الصحة الجسدية المزمنة، أمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض الجهاز التنفسي - الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، أمراض الكبد - التهاب الكبد الفيروسي المزمن، حالات صحة الفم وأيضًا السرطانات.
ونستطيع أن نقول إنه منذ تدشين مبادرة رعاية المشردين، وهي غيرت من حياة أكثر من 300 مريض، حيث إن الفريق المتطوع عالج العديد من الأمراض المعدية وغير المعدية، كما تعامل مع الاحتياجات الطبية المهملة واكتشف الحالات التي كانت تمر دون أن يلاحظها أحد.
فنحن قادرون على تحمل العديد من الأعباء التي يعاني منها الأشخاص الذين لا مأوى لهم من خلال استكشاف ومعالجة العوائق التي تبعدهم عن خدمات الرعاية الصحية، وتعمل خدمتنا من شاحنة طبية متنقلة تضمن قدرتنا على الوصول إلى مجتمع المشردين عبر مواقع متعددة.
وكل طبيب في شاحنتنا هو ممارس عام معتمد من RACGP وشاحناتنا مجهزة بالمعدات اللازمة لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وفقًا لمعايير الممارسة العامة العادية.
حدثني عن شعورك وقت تسلمك جائزة أفضل شخصية بالعام على مستوى أستراليا؟
بالتأكيد هو شعور سعيد للغاية، خاصة أنني لم أتوقع أن أفوز بها، فكنت واحدًا ضمن 8 أشخاص ناجحين من مقاطعات مختلفة وجميعهم قدموا ما يفيد المجتمع الأسترالي بمختلف المجالات.
كيف يجمع دانيال بين عمله طبيبًا والمبادرة التي أسّسها؟
على الرغم من عملي بدوام كامل في مستشفى Royal Northshore، لكن نادرًا ما أتغيب عن عيادة في المواقع الأربعة منذ إطلاق الخدمة، أتأكد بعد الظهر من أن العيادات تعمل بسلاسة وأن المرضى يتلقون الرعاية التي يستحقونها، كما أنني أحرص على إحداث تغيير حقيقي، فضلًا عن رغبتي في تحسينات كبيرة على المجتمع.
من يموّل مبادرة رعاية المُشردين؟
الحكومة الأسترالية تُسهم في جزء صغير لهذا المشروع، وباقي التمويل قائم على المتبرعين وبعض شركات الأدوية والمعدات الذين يسهمون بالمال قدر المستطاع، كما أننا دخلنا في شراكة مع عدد من خدمات المشردين في المناطق ذات التركيزات السكانية العالية للتشرد من أجل تحسين مشاركة المرضى، وبهذا لن تكون خدماتنا ذات تكلفة شخصية لأي مريض بغض النظر عن حالة الرعاية الصحية.
ماذا عن مكالمة وزيرة الهجرة لك؟
المكالمة تضمنت العديد من الترحيب والتهنئة من قبل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم.. مكالمتها أسعدتني جدًا، فهي سيدة ناجحة وتهتم بكل ما يقدمه أبناء المصريين بالخارج من نجاحات، واتفقت معها على موعد مقابلة وقت نزولي إلى مصر.
هل يمكن تقديم المبادرة نفسها وطرحها بمصر؟
بالفعل، تستطيع مصر أن تقدم طرح مبادرة مثل هذه، وتعمل من خلالها على رعاية المشردين في جميع المحافظات.
ما الخطوات المقبلة لدانيال لتوسيع مبادرة رعاية المشردين؟
أخطط أن تكون مبادرة رعاية المشردين موجودة بجميع مدن أستراليا وليس فقط في عدد معين من المدن، وأعمل على أن يتحقق هذا الحلم في خلال الـ12 شهرًا القادمة، فنحن نواصل توسيع خدماتنا، والخدمات التي نقدمها في الوقت الحالي عبارة عن: التخصص الدقيق، طب القلب، أمراض معدية، أمراض الجهاز الهضمي، المهن الصحية المتحالفة، أخصائيو العلاج الطبيعي وأطباء القدم