متحدث الحكومة العراقية لـ قصواء الخلالي: نحاول حماية آثارنا من السرقة وضعف الدولة سبب الانتهاكات |فيديو
استضافت الإعلامية قصواء الخلالي في برنامج في المساء مع قصواء، والمذاع على فضائية «CBC»، الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي، وذلك على هامش وجوده في مصر لحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقال الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي، إن دولة العراق تشهد حاليا تحولا جذريا لم يشهده أي بلد عربي، لذا فهناك الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتق الشعراء والمثقفين وأساتذة الجامعات العراقيين تاريخيا لاستعدال المسار المتعثر الذي لاقى فيه المواطن العراقي العنف والتفجيرات.
وأضاف «ناظم» خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، أن الفارق في أوضاع البلدان والمجتمعات يغير من مهمات المثقف والمفكرين والأكاديميين والأساتذة الجامعيين، «عميد الأدب العربي الدكتور الراحل طه حسين كان يحمل هَمَّ مصر والثقافة المصرية والمجتمع المصري، وحمل على أكتافه تلك الأعباء كرسالة أمام مجتمعه».
لقاء قصواء الخلالي ووزير الثقافة العراقي
واستطرد: «ملف الآثار في العراق رافقه ملف انتهاك الآثار ليس في العصر الحديث ولكن ومن قديم الأزل، حيث إن الدولة عندما تضعف وتنهار وتسقط تصبح عرضة لجميع أنواع الانتهاكات ومنها انتهاك الآثار، وهذا المسار بدأ ينحسر بتركيز من المؤسسات الحكومية، وهناك تكاتف بين مجموعة من الوزارات على حماية المواقع الأثرية كوزارة الداخلية ووزارة الأمن الوطني وجهاز المخابرات العراقي وكل القوى التي يجرى ائتلافها من أجل حماية المواقع الأثرية».
وأوضح أن التحدي الحقيقي يكمن في سعة المواقع الأثرية، حيث إنه في العراق وأينما تحفر فيجب أن تجد الآثار إما آشورية أو سومرية أو بابلية «العراق أرض أقيمت عليها طبقات من الحضارات إلى أن نصل إلى الحضارة الإسلامية، وهناك تجاوزات وانتهاكات يقوم بها العراقيون أنفسهم عندما يبنون بيوتهم تجاوزا في بعض المناطق الأثرية، وهو أمر شائع وموجود».
متحدث الحكومة العراقية: انهيار الدولة يجعلها عرضة لجميع الانتهاكات ومنها انتهاك الآثار
وتابع: «كل الأجهزة الحكومية لا تستطيع تأمين أكثر من 25 موقعا أثريا حتى الآن حسب المسوحات الحديثة، وهناك الآلاف من المواقع الأثرية من شمال العراق إلى جنوبه، والحل أننا نخصص الجيش العراقي كله يحمي الآثار ويترك كل شيء، وهو أمر غير ممكن، ومع ذلك فهناك تغير في الموقف الدولي إزاء العراق، ويتم تهريب الآثار العراقية عبر دول أخرى».
وأكد أن الحكومة العراقية نجحت في عام 2021 استرداد 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وعادت إلى العراق مرة أخرى في الطائرة الرئاسية خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي شهر أكتوبر من نفس العام استرددنا لوحا تاريخيا به نص مهم، كما استرددنا الكبش السوماري.
صراعنا ليس مع الإرهاب.. والعراقيون تعلموا درسا قاسيا
وتابع وزير الثقافة والسياحة والآثار والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي، بأنه بالنسبة لملف التطرف فقد تعلم العراقيون الدرس الذي كان قاسيا بعد ما يقرب من 20 عاما من التجربة المرة بالصراع الطائفي والتطرف واستعمال العنف، وكل المقاتل التي شاهدناها في صراعنا مع الإرهاب، «الصراع المحتدم ليس مع الإرهاب فقط ولكنه بداخل بنى المجتمع العراقي».
وأضاف «ناظم» أن الصراع في العراق ليس مع التطرف وحده ولكن مع مكونات بناء المجتمع العراقي، «لدينا ثراء متنوع في المجتمع العراقي، وعملت على إنشاء قسم معنيٍّ بتنوعات المجتمع العراقي دينيا ومذهبيا وعرقيا ولغويا، وأسسنا هذا القسم منذ أشهر».
وأوضح أن التطرف في العراق يجري محاربته بالمؤسسات الثقافية واليونسكو وليس عبر الجيش أو الشرطة، «العراق لديها ثراء في التنوع الديني والعرقي واللغوي، والجميع تحت مظلة الدستور».
واستطرد: «لا أحد يهتم بدراسات الإبادة ونحن شعوب وحكومات ترتكب الإبادة بأنواعها البشرية الجسدية والثقافية واللغوية وكل شيء فعلناه عبر التاريخ، ولكننا لم نهتم بهذا الحقل لا تنظيرا أو ترجمه ولا اهتماما، والاهتمام به حاليا من أجل حاجة مجتمعاتنا، لأننا مجتمعات ارتكب ضدها الإبادة ودفن الكثير من الناس في العراق بمقابر جماعية».
وأوضح أن أغلب مشروعات الترجمة حول العالم العربي تجري دون تنسيق مسبق وجميعها مشروعات ترجمية مهمة، وفكرت في عدم ترجمة الكتب ولكن ترجمة الحقول المعرفية المفتقد في الثقافة العربية، «علينا أن نتبنى ترجمة 100 كتاب في الإبادة دفعة واحده لكي يغني هذا الحقل في الثقافة العربية والذي هو مهمل لسنوات عديدة».
وتابع: «دراسات الكرامة أمر شائع في أوروبا ومهم لأوضاعنا الاجتماعية، ودراسات الكرامة هو حقل علمي يجب أن يترجم للعربية، وليس لدينا كتب فيه حتى تلك اللحظة».