الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

داعش يطل بوجهه القبيح من جديد في سوريا وليبيا والعراق.. لماذا الآن؟ | تقرير

تنظيم داعش الإرهابي
تقارير وتحقيقات
تنظيم داعش الإرهابي
السبت 29/يناير/2022 - 11:30 م

بعد أن ظل لقرابة 10 سنوات يؤرق البلدان العربية والغربية، ظهر تنظيم الدولة داعش، مجددا ليضرب بعض البلاد العربية تحديدا في سوريا والعراق وليبيا، لتثار معه التساؤلات مجددا عن أسباب عودة التنظيم الإرهابي وفرصه حول الانتشار.

عناصر من تنظيم داعش

مراقبون للتنظيمات الإرهابية وآخرون من المحللين السياسيين كشفوا لـ القاهرة 24، أسباب عودة التنظيم في الوقت الحالي، والدول والمنظمات التي لها مكاسب في انتشار الإرهاب وإرباك البلدان التي ظهر فيها داعش.

المحلل الاستراتيجي الكردي إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات قال، إن تنظيم داعش لم ينته بالمنطقة العربية، فحينما تم تحرير مناطق سيطرة داعش في دير الزور بسوريا كان متوقعا أن تتحول تلك المنظمة إلى طرق مختلفة، خصوصا وأن تلك المنظمات المتطرفة تنتقل إلى طرق وأساليب مختلفة للعودة لاستئناف نشاطاتها في المنطقة وهذا ما يفعله داعش تحديدا.

 

هجوم الحسكة 

وأوضح المحلل الكردي إبراهيم كابان لـ القاهرة 24، أن داعش انتهى عمليا في المنطقة سواء في سوريا أو بالعراق، لكن ما يحدث الآن هو وجود قوى مستفيدة من إعادة داعش من جديد، مثلا في أزمة الحسكة الأخيرة وهجوم التنظيم هناك قبل أيام تأكدنا من وجود علاقة داعش مع الدولة التركية واستخباراتها، فالخلايا النائمة التي تم إرسالها من قبل تركيا قبل 7 أشهر قد استأنفت عملها في مدينة الحسكة بشكل سري، ثم قامت بهذه العملية الأخيرة على سجن الحسكة بالتواصل مع سجناء داعش بالسجن، ومن ثم فهناك قوة إقليمية فاعلة تحاول إعادة استخدام داعش من أجل مشاريع وسيناريوهات خاصة تتعلق بها.

وتابع إبراهيم كابان: الجميع يعرف أن المستفيد من ظهور داعش أيضا هو النظام الإيراني الذي يتمدد على حساب الدول العربية، وأيضا تركيا التي تتوسع أيضا على حساب الدول العربية، وبالتالي فالفوضى هي الهدف الأساسي من الدول التي تحتل سوريا وهي تركيا وإيران، وبالتالي لولا هذه الفوضى لغادرت تلك الدول الأراضي السورية لذلك تصر تلك الدول على تحريك داعش عن طريق الخلايا النائمة خصوصا في المناطق الكردية.

تنظيم داعش الإرهابي

ونوه مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، بأن وجود واستمرارية داعش مرهون بطبيعة الحال بوجود الفوضى، فالفوضى هي الشيء المطلوب للدول الطامعة في المنطقة سواء كانت تركيا أو إيران والنظام السوري أيضا، حتى روسيا ليست بعيدة عن الأمر، خصوصا وأن الدولة السورية في ظروف غير طبيعية بسبب وجود انقسامات حقيقية على الأرض ووجود قوى إقليمية غربية تتحكم في مناطق كثيرة، وبالتالي فالمنطق يقول بأن إعادة ظهور داعش بسوريا هو إعادة لترتيب الأوراق لصالح تلك الدول، وفي العراق أيضا نفس الأمر هناك أزمة تشكيل الحكومة بالعراق وكذلك أزمة في البرلمان وأزمات اقتصادية، وبالتالي إعادة ظهور داعش أيضا في العراق هو إعادة للمصالح الاستراتيجية والتي تتعلق بأمن إيران، في ظل تهديد المصالح الإيرانية بالعراق حتى تتخذ طهران من هذه الفوضى موضع قدم مشروع داخل الأراضي العراقية بحجة محاربة تنظيم داعش. 

محور إيران والروس والصين وارتباطهم بداعش

الدكتور عمر عبد الستار خبير العلاقات الدولية العراقي قال، إن تنظيم الدولة داعش وأسباب ظهوره مجددا بالدول العربية يرجع لعوامل وسيناريوهات كبيرة، فبالرجوع إلى أصل الأزمة نجد أن داعش وكذلك ميليشيات إيران والقاعدة قبل داعش، وأيضا نتذكر النموذج الأفغاني في الثمانينيات والدعم الدولي لهم آنذاك لتوريط السوفييت وانسحابهم وسقوطهم وقتها، ومع تفرد أمريكا واستفاقة الروس على تلك الفاجعة، وكذلك ظهور النموذج الديني لإيران عام 1979، عبر الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فكل تلك العوامل والكتل التقوا معا وفجروا موضوع ظهور داعش، واستفادت الصين وظهرت فجأة في ظل وجود تلك الأزمات، وعادت بكين والروس وإيران أيضا، واستطاعت تلك القوى وهذا المحور في التمدد لغير صالح الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي ومع أن المعركة لا تزال مع أمريكا فهذه الدول تريد للولايات المتحدة أن تخسر حتى تتفاهم مع تلك الدول على نظام دولي جديد، ومن ثم فهذا أحد أهم أسباب عودة داعش من جديد.

داعش يطل بوجه من جديد

وأوضح خبير العلاقات الدولية لـ القاهرة 24، أن ظهور داعش والميليشيات الإيرانية يراد من خلاله تحقيق ارتباك في النظام الدولي والإقليمي، وهو ما نلاحظه بالعراق، فبعد جيش المهدي خرج داعش والحشد، وهذه المسألة وجدت بالعراق واليمن وسوريا وليبيا، قائلا: إيران الآن ارتمت في الحضن الصيني ومع تقدم الصين في الخليج وفي ظل انشغال أمريكا مع أوكرانيا، وهو ما يعني أن بكين تريد تحقيق فراغ آخر لكي تستمر لعبة داعش والميليشيات ليتم من خلالها تهديد أوروبا وكذلك تهديد أمريكا وحلفائها أيضا إسرائيل والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي كله.

وتابع خبير العلاقات الدولية: الصين والروس الذين يدعمون إيران ما زالوا في محور واحد، ومن ثم ما دام هذا المحور مستمرا فإن داعش سيستمر، وهو نفس منهج الميليشيات التي رأت تمددها ببقاء هذا التنظيم المسلح.   

عدم الاستقرار والانفلات الأمني

المحلل السياسي الليبي إسماعيل الرملي، قال إن الظروف  والبيئة الموجودة في بعض الدول والمناطق كانت جزء من أسباب تواجد تنظيم الدولة داعش، سواء في ليبيا أو غيرها من البلدان، ولعل أهم ملامح هذه الظروف هو بيئة عدم الاستقرار السياسي والاضطراب والانفلات الأمني وغياب استراتيجية الدولة القادرة.

وأضاف الرملي: هناك فشل مطلق للعملية السياسية إلى الآن في ليبيا، بغض النظر عن أسبابه، لكن نيران نتائجه تطال الجميع وتأخذ الأخضر واليابس، يضاف لهذا المجتمع الدولي الذي اكتفي ببيانات التأييد أو الشجب والإدانة في مساعدة الدولة الليبية.

مواجهة التنظيم في سوريا وليبيا والعراق

ونوه المحلل السياسي الليبي إسماعيل الرملي إلى أن خروج داعش من جديد هي رسالة خطيرة للمجتمع المحلي والدولي، ولذلك يجب وضع حل للازمة الليبية السياسية والأمنية وتكثيف الجهود في دول الطوق والجوار لمكافحة الإرهاب ووضع استراتيجيات عليا تطبق.

وظهر تنظيم الدولة داعش بقوة خلال الأسابيع الأخيرة، كانت البداية في العراق، حين هاجم التنظيم في 21 يناير الجاري محافظة ديالى وقتل ضابطا برتبة ملازم و10 جنود عراقيين.

كما ظهر التنظيم في سوريا أيضا خلال هجومه على سجن في مدينة الحسكة السورية يقبع به نحو 3500 من أعضائه في أكبر عملية عسكرية للتنظيم منذ إعلان إسقاط دولة الخلافة قبل 3 سنوات.

على صعيد متصل، ظهر تنظيم الدولة داعش قبل ساعات في ليبيا أيضا من خلال عمليات قام بها ضد الجيش الليبي بالقرب من منطقة القطرون جنوب غرب البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة داعش ظهر بقوة في العام 2014، وظل ينتشر بشكل أكبر ويوسع رقعة سيطرته على مناطق كثيرة وصلت لسيطرته على ما يقرب من ثلث مساحة العراق ونحو نصف مساحة سوريا تحديدا بالجهات الغربية والشمالية والتي تحتوي على ثروات هائلة من النفط والغاز، حتى استطاعت البلدان العربية مواجهة التنظيم والقضاء علي جزء كبير منه قبل سنوات.

تابع مواقعنا