الجمعة 08 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أنا إنسان مثلكم فلا تتنمروا.. الطفل الملهم في جناح الأزهر من الإعاقة إلى التحدي وحفظ القرآن

الطفل الملهم
دين وفتوى
الطفل الملهم
الإثنين 31/يناير/2022 - 04:29 م

قد يأخذ الله منك نور عينيك ليمنحك نور ودفء شمس، فاحمد الله على ما وهبه لك وانعم بنعمه، لتحقق ما تتمناه وتحلم به، في الساعات الأولى من عمل معرض القاهرة الدولي للكتاب يدخل طفل صغير بإرادة كبيرة يبلغ من العمر 8 سنوات، قد حرمه الله نور البصر ومنحه البصيرة؛ بلا أنف لكن حاسة اللمس تزن الذهب من دقتها، جميل بروحه وبما يقدمه، أطلقوا عليه الطفل المعجزة بإرادته وإصراره، هو الطفل الأزهري محمد أحمد سيد.

طفل موهوب يتمتع بصوت عذب جميل يتلو به القرآن الذي يحفظ منه الكثير وينشد به الأناشيد والابتهالات، ألهم زوار جناح الأزهر بمعرض الكتاب الحماس والسعادة، فما أن بدأ يتلو القرآن وينشد الابتهالات حتى احتفى به جناح الأزهر لاعتزازهم بهذا الطفل النابغة العبقري.

عزيمة حولت إحباط الإعاقة إلى مسيرة تنشر الحماس والإلهام

تحكي والدته عنه وتقول: يبلغ محمد 8 سنوات، مرت علينا وسط إحباط كبير من الأطباء بصعوبة أن يعيش محمد فالكل أجمع على استحالة أن يعيش ولو لأسبوع واحد حيث ولد دون عينين ولا أنف وكان لديه ثقب في القلب، قالوا لي: ريحي نفسك مش هيعيش وخلفي غيره. هذه كانت كلمات كل الأطباء، لكن مع أب وأم محتسبين وصابرين وراضيين بما أراد الله، يكون الوضع مختلفا فتغير حال الطفل وأصبح بحق نعمة كبيرة من الله.

وأكملت حديثها بأنه مع الوقت أصبح محمد يعطينا كل يوم درسًا وعبرة، وخصوصا مع مواجهته الكثير من التنمر، وعن أصعب المواقف التي واجهتها قالت: عدم قبول أي مدرسة له ورفضهم رفضا قاطعا له متعللين بعلل كلها تحمل تنمرا أو شفقة، ناشدت الجميع وكل المسؤولين على أن يقوم بأحدهم بإقناع أي مدرسة لإلحاق ابني ولكنها كلها محاولات باءت بالفشل، لأفقد الأمل تماما خاصة وأن ابني جاوز سن المدرسة بعامين.

الطفل الملهم

 

ولكن يشاء الله أن يثلج قلبي ويملأ الفرح أسرةً صابرةً وراضية، فيجمعني لقاء بمعلمة من الأزهر الشريف فأخبرتها بمأساتي بعدم استطاعتي أن ألحق نجلي بالدراسة لتقول لها: الأزهر بابه مفتوح ولم ولن يغلقه أبدا في وجه أحد، وفوجئت في المساء باتصال هاتفي من أحد المعلمين بالأزهر يطلب مني إحضار ورق نجلي لإلحاقه بالأزهر الشريف، فكانت المفاجأة الأجمل والهدية الأرقى، موجهة الشكر للأزهر الذي حقق حلم حياتها بقبول نجلها، مؤكدة أنها كانت فقدت الأمل في أن تقبل أي مدرسة ابنها.

أما الطفل الأزهري محمد فيقول: والدتي كانت تعطيني الهاتف وبعض أجهزة الصوت موجود عليها القرآن فتعلمت تشغيل هذه الأجهزة وبدأت أحفظ من خلالها القرآن وبعض الابتهالات والأناشيد الدينية والوطنية.

وعن أمنياته قال: أحلم أن أكون منشدًا وقارئًا للقرآن الكريم، وأرجو من الجميع ألا يتنمروا عليَّ، لأن ذلك يحزنني ويحزن والدتي.. أنا إنسان مثلكم.

تابع مواقعنا