الأحد 29 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مركز الأزهر العالمي للفتوى: ابتزاز الناس والطعن في أعراضهم بالفيديوهات والصور المُفبركة أمر مُحرَّم

مرصد الأزهر العالمي
دين وفتوى
مرصد الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية
الثلاثاء 01/فبراير/2022 - 12:02 م

طالب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، المجتمع بالوقوف إلى جانب ضحايا الابتزاز الإلكتروني.

وأكد مركز الأزهر في بيان، أن ابتزاز الناس والطعن في أعراضهم بالفيديوهات والصور المُفبركة؛ أمر مُحرَّم وجريمة مُنكرَة، والانتحار كبيرة؛ لن تكون حلًّا ولا مهربًا.

تابع الأزهر الشريف ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي من مواقع وتطبيقات لتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديوهات، والتي يوظفها بعض المستخدمين في الابتزاز الإلكتروني بغرض جني المال أو دفع عدد من الناس قسرًا إلى أفعال منافية للآداب أو إلى جرائم جنسية، تحرمها الأديان، وتجرمها القوانين، وترفضها التقاليد والأعراف.

وأكد الأزهر أنه من المحرَّم شرعًا والمجرَّم قانونًا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة؛ لا سيّما تقنية التزييف العميق - Deep Fake، في فبركة مقاطع مَرْئية أو مسموعة أو صور لأشخاص، بغرض ابتزازهم ماديًّا أو الطعن بها في أعراضهم وشرفهم، أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمة؛ مشددًا على أن هذه الأفعال من الإيذاء والبهتان الذي ذم الله صاحبه؛ فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58]. 

واستكمل مركز الأزهر: انطلاقًا من ثقة الأزهر الشريف في وعي المجتمع المصري، وأخلاق شبابه، وتأكيدًا منه أن السُّلوكيات المشينة في هذا الشأن لا تعدو أن تكون سلوكيات فردية لأشخاص اتبعوا خطوات الشيطان، مُتجردين من كل تعاليم الدين والقيم الأخلاقية؛ فإنه يُذكِّر بتحذير الإسلام من تتبع العورات، وتوعّده مُرتكبي هذه الجريمة بالفضيحة؛ ليكون جزاؤهم من جنس عملهم؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه». [أخرجه أبو داود]

 

الأزهر يشيد بدور أجهزة الدَّولة في تتبع أصحاب هذه الأفعال المشينة

وأشاد الأزهر بدور أجهزة الدَّولة في تتبع أصحاب هذه الأفعال المشينة، وتقديمهم للعدالة؛ ليكونوا عبرة لكل من تُسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال، مناشدا المُشرّعَ القانوني بتغليظ عقوبات كافة الجرائم؛ التي تنتهك حرمة الحياة الخاصة أو تبتزّ الأبرياء، بما قد يتسبب في إنهاء حياتهم حال زيادة الضُّغوط المُجتمعيَّة والنفسيَّة عليهم، مع تأكيد الأزهر أن طلب الراحة في الانتحار وهمٌ؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتَب؛ مُشددًا على أن التّخلّص من الحياة بإزهاق الرّوح، التي هي ملكٌ لله سبحانه معصية لا مبرّر لها على الإطلاق، وليست حلًّا ولا مهربًا؛ بل هي اعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر؛ قال سبحانه: {...وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ۝ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ۝ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. [النساء: 29 -31]

وأردف: لسنا هنا في معرض الحكم على مصائر العباد أو مآلاتهم التي لا يعلمها إلا الله، وإنما هو تذكيرٌ بالله وبيانٌ لأحكامه وتعاليمه.

 

الأزهر يدعو المجتمع  إلى ضرورة الوقوف إلى جانب من يتعرض لخسة هؤلاء المُجرمين

في هذا السياق يدعو الأزهر الشريف المجتمع والأسرة آباءً وأمّهات وإخوة إلى ضرورة الوقوف إلى جانب من يتعرض لخسة هؤلاء المُجرمين، وعدم تضييع حقوق ذويهم بتوجيه اللوم والتّسرع في إصدار الأحكام على الأبرياء، كما طالب الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز، بسرعة توجّههنّ لرب الأسرة أو من يقوم مقامه وإعلامه بما يمارس ضدّهنّ؛ لينال المُجرم جزاءه، ويتخلص المُجتمع من شر هذه الشرذمة الفاسدة.

تابع مواقعنا