مثلت رمزًا في حب العربية.. حكاية سيدة بولندية في معرض القاهرة للكتاب
بملامح غربية، وشكلٍ يوحي بأنها غريبة عن المكان، ونظراتٍ يشوبها التعجب ويتخللها الابتسام، بزاوية ركنية في معرض القاهرة للكتاب، تجلس القرفصاء، مفترشة الأرض ببرودتها، وحولها مارة يسيرون هنا وهناك بين أجواء المعرض الباهرة، تمسك بكتابٍ تعليمي للأطفال وتقرأ فيه، تتهجأ وتحاول نحت أشكال الحروف، تارةً تقلِّب الصفحات وتارةً تتحدث عن الرسومات في الكتاب بلكنتها الأجنبية.
على مدار أعوامٍ سابقة بدوراتٍ مختلفة للكتاب، تشهدها أرض المعارض بالتجمع الخامس، كانت بوجومويلا سعد تسطر معها محاولاتها لفهم هذا العالم الغريب عنها، متخذة من رفقة الكتب معينًا على إحياء قلبها بلغةِ القرآن، محاولة فهم أي شيء يتعلق بهذه اللغة الفصحى.
إنها سيدة بولندية، جاءت من بلدها رفقة زوجها من أجل الكتب، تحاول تغيير هوية لغتها إلى لغة أخرى رأتها أهم ما يتميز به العرب، وفي جعبتها حرص على تعلم العربية هذا العام، بعد أن حفظت عدة كلمات عن طريق سماعها من الأفواه المصرية.
في تصريح لـ القاهرة 24، قالت بوجومويلا سعد، إنها جاءت إلى مصر خصيصًا من أجل معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدة أنها عقدت العزم على شراء بعض الكتب التعليمية ومذاكرتها جيدًا ومحاكاتها لأجل أن تستطيع التحدث بها فيما بعد.
كان من أسمى طموحات سعد، هو استطاعتها قراءة بعض الحروف العربية، مؤكدة أن محاولاتها أتت نتاج ثمارها واستطاعت تعلم بعض الحروف من الهجائية العربية.
قطع زوجها الحديث، وأضاف في تصريح لـ القاهرة 24: أنها دومًا ما تتشوق لمعرفة حكايات المصريين مع اللغة العربية، وأنهما أتيا إلى مصر عن طريق إرشاد صديقة لها يشارك زوجها في معرض الكتاب منذ سنوات عديدة، مما جعلها تكرر الزيارة كثيرًا في كل عام.
وتابعت بوجومويلا: أن حلمها منذ الصغر هو تعلم اللغة العربية وأن وجودها في مصر بسبب الكتب يعد خطوة متأخرة، ولم تأت إلا بعد أعوام عديدة من رغبتها الملحة في النطق بالعربية، ولم تجد أفضل من معرض الكتاب.
البدء من جديد لتعلم اللغة العربية
لم يثن السيدة البولندية شيء عن بدء تعلم العربية، وبخاصة أن هذه السنوات تحتاج إلى أن تتعامل مع المصريين، مؤكدة إلى أنها تتمنى التحدث باللغة العربية بطلاقة في يوم من الأيام.
ولم يقف الأمر عند حد الزيارة مرة واحدة، بل رأت أنها لا بد أن تزور المعرض الأيام المقبلة كثيرًا، مما يؤكد حرصها على التعلم بشكل جاد، ورغم أنها تعاني مع المصريين كما أوضحت، إلا أنها تشعر بروح الطفلة عندما تحضر إلى مصر وتتواجد بين أروقة الكتب في المعرض.