عضو المجلس الإسلامي بـ أستراليا: هدفنا التعريف بصورة الإسلام الصحيحة.. ونعاني من العنصرية بسبب الإسلاموفوبيا | حوار
انتشر اسم المصريين بـ أستراليا خلال الفترة السابقة كثيرًا، وتزينت أماكن مشهورة في المجتمع الأسترالي بأسماء البعض منهم، والبعض الآخر حاز تكريم رئيس الوزراء الأسترالي على مستوى أستراليا بأكملها، ليثبتوا للعالم أن المصريين قادرون على التعايش، وسط مجتمعات مختلفة وأيضًا يكونوا هم البطل الأول لكل قصة نجاح جديدة.
الشيخ علاء الزقم، إمام الجمعية المصرية بأستراليا، وعضو المجلس الإسلامي بولاية فيكتوريا الأسترالية، كان واحدًا ضمن أعضاء الجالية المصرية بأستراليا الذين تم تكريمهم من رئيس الوزراء الأسترالي بجائزة التعددية الثقافية، نتيجة دوره المؤثر في المجتمع الأسترالي؛ فيما يتعلق بترسيخ قيم الوحدة والمواطنة والتسامح والتعايش وقبول الآخر.
وحاور القاهرة 24، الشيخ علاء الزقم، وتحدث معه حول جائزة التعددية الثقافية التي حصل عليها، ودور الجمعية المصرية في أستراليا، ودور المجلس الإسلامي في توعية الشباب المصري والعربي بأستراليا، ضد أفكار التطرف أو التشديد، كما تناول الحديث ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وإلى نص الحوار…
في البداية، حدثنا عن نفسك ومتى انتقلت إلى أستراليا؟
تخرجت في كلية اللغات والترجمة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، وعملت في وزارة الأوقاف عدة أشهر، ثم انتقلت إلى أستراليا منذ عام 2014، وحينها كان عمري 26 عامًا، وكنت على تواصل مع المساجد بأستراليا وكان أحدها، مسجد الجمعية المصرية بمدينة ملبورن، فانتقلت وبدأت رحلة التعريف بالإسلام عن طريق دراستنا في الأزهر الشريف، دراسة للإسلام سمحة ومعتدلة وسطية وتنشر المحبة والسلام بين الناس.
ماذا عن دور الجمعية المصرية بأستراليا؟
على مدار 7 سنوات، عملنا على توحيد الجالية المسلمة أولًا، وتعليم الشباب الإسلام الوسطي المعتدل، وكذلك مع غير المسلمين، فأستراليا بلد متعدد الديانات والثقافات، حيث أن هناك أكثر من 150 جنسية وأكثر من 120 ديانة، لذلك تعتبر ملبورن المدينة الأولى في العالم في تعداد الديانات والثقافات، مما يضع المسئولية على رجال الدين هناك، أن يجمعوا الناس في رسالة نشر القيم الإنسانية، لأن كل شخص يمارس دينه وتقاليده، والتحدي الأكبر هو أن نوفق بين كل تلك العادات والتقالي،د لتكوين قيم إنسانية مشتركة بين كل الديانات.
ونظمنا الكثير من الأنشطة، عن طريق مسجد الجمعية، ودعونا أشخاص كنا نعرفهم في المسجد وخارجه، حيث أن دور العبادة في أستراليا لا تنحصر في كونها أماكن للصلاة أو للعبادة فقط، وإنما هي أماكن اجتماعية تستقبل الناس، حيث دعوناهم إلى نشاط يعرف باليوم المفتوح للمسجد، وهو عبارة عن يوم على مستوى أستراليا خلال العام، ندعو فيه الناس لزيارة المسجد ويحضر فيه شخصيات من المجتمع الأسترالي من المجاورين للمسجد، وممثلي الحكومة والشرطة، قطاع الأعمال، وكل من يمثل الفئات بأستراليا، ليسمعوا من المسلمين عن الإسلام، خاصة في ظل بعض الأفكار المغلوطة التي تنشر في وسائل الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين، وهدفنا لنشر الصورة الصحيحة، عن طريق اصطحابهم في جولة داخل المسجد، وعرفناهم بمفاهيم الإسلام، ليس بغرض اعتناقهم لها، ولكن لتصحيح الصورة المغلوطة.
ولنا نشاط أيضًا في شهر رمضان المبارك، نتبادل الطعام ونفطر سويًا، حتى نعرف الغير بالقيمة الإنسانية لصيام شهر رمضان، لأن البعض يعتقد أننا نعذب أنفسنا بالصيام، نقول لهم إن رمضان يعلمنا تقدير النعم من الطعام والشراب، ونجد أن البعض الأسترالي بصوم معنا، ومنهم من صام الشهر كاملًا، وللعام الثالث على التوالي يصوم أحد أعضاء البرلمان الكنديين مع المسلمين، فهو يقول لي حينما عرفت قيمة الصيام في شهر رمضان، صمت ووفرت قيمة الطعام وتبرعت بها للفقراء.
حدثنا عن حصولك على جائزة التعددية الثقافية على مستوى أستراليا؟
الحكومة الأسترالية تتابع كافة الأنشطة المختلفة، التي تقوم بها الجمعية المصرية بأستراليا، وتتابع أدوار المساجد في تحقيق السلام ونشر المحبة بين الناس، فكان مسجد الجمعية المصرية بملبورن، من أحد المساجد والأماكن التي لها دور مؤثر في تحقيق السلام، ونشر الفكر المعتدل عن الإسلام، وتصحيح الصورة المغلوطة، مما انعكس بصورة إيجابية في تصحيح صورة الإسلام، والنتيجة كانت جائزة الحكومة، ونحمد الله على تأثيرنا بهذا الشكل.
هل ظاهرة الإسلاموفوبيا منتشرة بشكل كبير في المجتمع الأسترالي؟ وما تأثيرها على المسلمين؟
الإسلاموفوبيا تزداد في الغرب عمومًا ومنه أستراليا، خاصة في ظل وجود بعض التصرفات الخاطئة التي لا تمت للإسلام بصلة مثل داعش وغيرها، وظهور بعض الفيديوهات للآخرين، وهم يقومون بقتل الغير بدعوى أن هذا هو الإسلام فيعيش الأشخاص في خوف، وبعض وسائل الإعلام تركز على تلك اللقطات، لذلك فإن هنلك الكثيرين على مدار العقد الأخير لديهم تخوفا من الإسلام.
كما أدت الإسلاموفوبيا أدىإلى تعرض بعض المسلمين وخاصة النساء في أستراليا، لنزع الحجاب أثناء سيرهم في الشارع، وآخرين بسبب أسمائهم، ومواقف أخرى عبارة تعبر عن رفضها للعمل بسبب ارتدائها للحجاب، فكان الدور علينا أن نكون جزء من الحل، ونفعل شيئا يصحح المفاهيم الخاطئة، ويقلل من الظاهرة في المجتمعات الغربية منها أستراليا، حيث نعمل مع الحكومة في أستراليا على توعية الناس، بأنه لا يوجد تشدد أو تطرف في أي دين، وأن الأمر عبارة عن مفاهيم خاطئة من الأشخاص الذين يمارسون هذه الديانات، وبالرغم من ذلك فإن الإسلاموفوبيا، قلت كثيرا بسبب التوعية التي نقوم بها، للتعريف بصورة الإسلام الصحيحة، ونقول لكل شاب مسلم، إنهم سفراء للإسلام بأخلاقهم وتعاملهم وإتقان عملهم.
هل المجتمع الأسترالي يختلف عن المجتمع الغربي أو الأمريكي بمشكلة العنصرية؟
نحن نتشابه في كثير من الظروف، وللأسف الأعمال الخاطئة التي تنسب إلى الإسلام، تنعكس على جميع المسلمين في كافة الدول سواء بالإيجاب أو بالسلب.
هل ساعدت الجمعية المصرية بأستراليا أشخاصًا على اعتناق الدين الإسلامي؟
الحمد لله الناس حينما ينظرون إلى القيم الإنسانية بالدين الإسلامي، كل يوم في كل مسجد، يعرفون عن الإسلام الكثير، رأيت أسرا غير مسلمة الأب والأم يأتون مع أولادهم، الذين يرغبون في الدخول إلى الدين الإسلامي، ونحن نوصيه على والده ووالدته، ونقول له جزء من إسلامك الاعتناء بهم، حتى وإن خالفوك في الدين.. الإسلام يتنشر في أستراليا والهدف الأكبر من وجود الإسلام، ليس اعتناقه بل فهمه بصورة صحيحة معتدلة.
كيف ترى دور الجمعيات الإسلامية في توعية الشباب ضد الأفكار المتشددة التي يتعرضون لها؟
الجمعيات الإسلامية دورها التوعية والتعليم عن طريق الإمام، خاصة في ظل النقص الشديد في عدد المساجد والأئمة المؤهلين علميًا، وإذا نظرنا إلى وضع المساجد بأستراليا الآن، سنجد اختلافا كبيرا حتى في العشر سنوات الأخيرة، ربما بعض الأئمة لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة، والخطاب الإسلامي لم يصل لدرجة المأمول في نقاش التحديات التي يواجها المجتمع الأسترالي.
وهناك أيضًا بعض المدارس الإسلامية الخاصة بأستراليا، ومن لم يستطيع الحاق أولاده بها، يكون دور الجمعيات هام لهم لنشر الفهم الصحيح للإسلام في وجود بعض الأفكار المغلوطة على الانترنت.
كيف يتعامل المجلس الإسلامي في أستراليا مع القضايا العربية والإسلامية؟
المجلس يتعامل مع كل القضايا، وله دور في التواصل على الصعيد السياسي والاجتماعي بين المجتمع المسلم والحكومة في أستراليا، كما أنه يصدر البيانات في الأحداث المتطرفة التي تحدث، ليؤكد على قوة العلاقات المشتركة بين المسلمين وغير المسلمين، وأي عامل خارج عن الفهم الصحيح للإسلام، وفي شهر رمضان نتشارك الإفطار مع كثير من المؤسسات.
هل هناك أفكار تحتاجها الجمعيات الإسلامية بالخارج لتوسيع دائرة أهدافها مع المسلمين والتواصل معهم؟
أؤكد أمرين الأول هو اللغة: فنحن نشعر بالفارق حينما يتكلم العالم بلغة أهل البلد، وحينما سافرت كنت قريبًا في السن من الشباب واللغة ساعدتني في أن أتواصل معهم، اللغة في التواصل هامة لتوصيل الرسالة بشكل جاذب ومحب للآخرين.
والأمر الثاني: أن يكون هناك كتب ومصدر ومراجع، وتواصلنا مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، ليوفروا لنا كتبا ومراجع لنشرها بين الشباب باللغة الإنجليزية، ليطلعوا عليها بدلًا من اعتمادهم على الإنترنت.