أوروبا الضحية الكبرى.. كيف تؤثر الأزمة الروسية الأوكرانية في أسعار النفط؟
توقع خبراء دوليون أن الحشد الروسي للقوات العسكرية التابعة لموسكو على الحدود الأوكرانية سيؤثر حتما في أسعار النفط عالميا في ظل التصعيد الأخير للتوترات بين روسيا وأوكرانيا التي قد تمتد تداعياتها إلى الاقتصاد الأوروبي، الذي يسعى حاليا للتعافي من آثار فيروس كورونا.
وأكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن التأثير الأكبر لـ الأزمة الروسية الأوكرانية الجارية حاليا سيكون على وجه الخصوص موجها لإمدادات الغاز، كما أنه من المتوقع أن يمتد أيضا هذا التصعيد إلى الاقتصاد الأوروبي، وسيؤدي إلى انخفاض التجارة مع المنطقة وتشديد الأوضاع المالية وانخفاض إمدادات الغاز وفق ذات الخبراء.
وتعد روسيا أكبر مزود للغاز في أوروبا، وعادةً ما تزود القارة الأوربية بما يتراوح بين 30 و40% من الطلب على الغاز عبر خطوط الأنابيب.
وتوقع الخبراء أن يكون هناك تأثير للأزمة الروسية الأوكرانية على شراء الأصول الإقليمية والعالمية المتأثرة، كما ستكون هناك تأثيرات كبيرة على أسعار الأصول على المدى القريب، إذا شرعت روسيا في توغل إضافي.
وعقدت الدول المصدرة للنفط أوبك والدول الحليفة والمعروفة بـ أوبك بلس اجتماعا، أمس الأربعاء، لبحث أوضاع النفط عالميا.
زيادة سعر النفط
أما الزيادات الأخيرة في أسعار النفط فهي تغذيها التوترات في أوروبا الشرقية، كما أنَّ استمرار حالة عدم اليقين المحيطة بأزمة روسيا وأوكرانيا ستؤدي إلى تهديد جزء كبير من تدفقات النفط الروسي في حالة انهيار المحادثات الدبلوماسية، وبدء فرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية، وفق ما ذكر الخبراء.
وتعد روسيا منتجا رئيسيا للنفط والغاز، ويعتقد بعض المحللين أنَّ أي عقوبات ستفرضها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا ستسعى إلى تجنيب إمدادات الطاقة.
ومن جانبه، قال غاري بيتش، محلل إمدادات النفط في شركة معلومات الطاقة إنيرجي إنتليجنس، إن دول أوبك بلس تبدو راضية تماما عن الأسواق مع تعافي أسعار النفط ووصولها إلى نحو 90 دولارا للبرميل.
وتدرس واشنطن استهداف صادرات النفط والغاز من خلال فرض عقوبات على العملاق الروسي غازبروم، أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم.
كما هددت الولايات المتحدة الأمريكية بمنع تشغيل خط نورد ستريم 2 في حالة وقوع الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو خط الأنابيب الذي يربط روسيا بألمانيا والذي من شأنه أن يسمح لموسكو بمضاعفة صادراتها من الغاز إلى أوروبا.
وإضافة إلى تأثيرها الشديد المتوقع على حياة الروس اليومية، فإن هذه العقوبات ستمثل بلا شك تكلفة اقتصادية كبيرة للاتحاد الأوروبي، فحجم التجارة البينية بين روسيا والولايات المتحدة لا يزال منخفضًا نسبيًا، بينما يذهب 40% من الصادرات الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي التي هي أكبر مستورد في العالم من روسيا.
وقال تييري دي مونبريال، رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، في تصريحات لإذاعة فرانس أنفو، إن الضحايا الرئيسيين للعقوبات ضد روسيا هي الدول الأوروبية.