بعد رفض أهلها احتضانها وافتراشها شوارع القاهرة.. شروق لأهلها: انسوا إن عندكم بنت وبكرهكم
أب وأم بلا قلب، وأهل لا تعرف الرحمة طريقا لبيوتهم، وتفكك أسري خلف قصة إنسانية في محافظة الجيزة، وفتاة في مقتبل عمرها افترشت الشوارع بحثا عن الأمان بعدما كانت ضحية لأسرتها التي تخلت عنها ورفضتها، إذ فضّلت الأم نفسها عن ابنتها وتزوجت ثلاثة أزواج مختلفين، ليأتي كلا منهم ويعذب الفتاة الصغيرة، ويسلب منها طفولتها.
شروق اسم لفتاة خالف معناه، ولكنها تأبى أن تغيب عن الحياة، فالشوارع في الجيزة شاهدة على افتراش شروق للأرض بعد أن رفض الأب والأم والأهل أن يستروها بالعيش في أحضانهم، لتخرج شروق من حظها البائس، آملةً في حياة ورحمة بين يدي سيدة مصرية لتكون مأوى لفتاة في سن الـ15 من عمرها، وأمانا لها من مصير يفقدها أنوثتها البريئة.
تواصل القاهرة 24 مع الفتاة لتروي معاناتها وتحملها منذ انفصال والديها؛ حتى تركت حياتها هاربة، والتقت السيدة التي أخذت بيديها من الضياع إلى الحياة الكريمة.
شروق صاحبة الـ15 عاما، التي تحوي من الآلام ما يكفي عشرات السنين، تبدأ حديثها لـ القاهرة 24، قائلة: بعد انفصال والدي تزوج كلا منهما، وعاشت مع والدتها ولكن الأم تزوجت مرتين بعد والد شروق، وزوج والدتي جعلني أترك المدرسة وأعمل في مصنع توابل، وكان راتبها 3 آلاف جنيه، وكان يأخذ منها الراتب ليشتري المواد المخدرة التي يتعاطاها، وفي حال تعثرها في العمل يضربها ويسبب لها عاهات في جسدها وحروقًا بالغة.
معاناة الفتاة مع زوجة الأب
وتابعت: مشيت من البيت ومكنتش أعرف طريق والدي وحتى لو أعرفه مكنتش هروح له لأن مراته كانت بتخليه يضربني بالحزام، قعدت في الشارع يومين واليوم الثالث، وروحت لأهل والدتي، بس خبطت وخالتي مرضيتش تدخلني، عشان هما مبيحبوش والدتي.
وأضافت شروق أنها ظلت مفترشة الشوارع وتتنقل من مكان لآخر، ويعطي لها المارة الطعام، ولكنها لم تنم لحظة في أثناء وجودها بالشارع، لعدم شعورها بالأمان، فكانت متوقعة أن يتعدى عليها أحد أو تتعرض لأذى إذا دخلت عينها في النوم.
الطفلة تستنجد بقسم الشرطة
واستكملت الفتاة: روحت لظابط في القسم وطلبت منه يدخلني دار رعايا عشان أنا بنت ومينفعش أفضل في الشارع، والظابط اتصل بماما وردة وجت خدتني، وأنا عاوزة أفضل معاها، وبقول لأهلي انسوا إن كان عندكم بنت، أنا بكرهكم.
وفي هذا السياق، قالت السيدة وردة دويب، المتكفلة بحالة شروق، إنها تملك جمعية خيرية وكانت تشرف على تنظيم الانتخابات الرئاسية السابقة، فلهذا السبب هي على معرفة بأمناء الشرطة، فتواصل معها أمين الشرطة التي ذهبت إليه شروق، وأرسل لها شروق خلال القسم التابع لمنطقتها، واستلمتها السيدة وتبنت حالتها.
أهل الأم رافضين للفتاة
وتابعت دويب: مكنتش أعرف قصتها، ولما عرفت ذهبت ومعي أمين شرطة إلى أهل والدتها، وسألتهم هل فعلا هما رفضوا يستقبلوها، اتفاجئت برد خالتها بأنها عملت كدة فعلا، ساعتها قررت أن فعلا شروق مينفعش تعيش معاهم، وطلبت منهم أوراق رسمية للفتاة عشان تعيش معايا.
وأكدت وردة، خلال حديثها لـ القاهرة 24، على تعلق شروق بها، قائلة: شروق اتعلقت بينا جدا مقدرش أسيبها وده كان دافع قوي ليا إني متخلاش عنها، وفكرت في بناء دار رعايا واحتواء كل من في حالتها، أنا حاولت كتير في بداية الأمر التواصل مع دار أيتام والكل كان بيرفض لاكتمال الأعداد لديهم.
نداء لوزارة التضامن الاجتماعي
واختتمت دويب موجهة نداءً عاجلا لوزيرة التضامن الاجتماعي، قائلة: أطالب وزيرة التضامن أن تسمح لي وتوفر لي الأوراق اللازمة لبقاء شروق في حضانتي ومنزلي لحين تمكني من بناء دار رعايا وإيداعها فيها، إما أن يأخذوها ويوفروا لها دار رعايا حتى أنتهي من إقامة الدار الخاصة بي وتعود شروق لي من جديد.