مأساة الطفلة شروق │ تركها أهلها واحتضنها الشارع بعد ضرب وتعذيب.. والفتاة: أقول لأهلي انسوني
احتضن الشارع الطفلة شروق البالغة من العمر 16 عاما بعد أن تعرضت لمعاملة قاسية من عائلتها، حيث هجروها وألقوها في الشارع، حيث إنها لاقت في الشارع ما لم تلقاه من أسرتها، وهي الرحمة وجبر الخاطر التي حرمت منهما في منزل أهلها، وعانت من فقدها.
وتروي الطفلة شروق مأساتها مع أسرتها وهي تبكي على ما وجدته من معاملة قاسية مقارنة بحالها بباقي الفتيات من عمرها، مشيرة إلى أنها تعرضت للضرب والتعذيب والهجر، وإجبارها على ترك التعليم، الأمر الذي جعلها تشعر بأنها لا قيمة لها في الحياة.
ضرب بالحزام داخل الحمام
وأضافت شروق أن والديها انفصل عن بعضهما، وراح كلا منهما يبحث عن حياته، حيث تزوج كل منهما، مضيفة أنها لم تتحمل العيش مع والدها؛ بسبب اعتدائها عليها بالضرب المبرح كل يوم، بالإضافة إلى ما لقيته من إهانة زوجة الأب.
وتابعت شروق أن زوجة والدها كانت تحرض والدها عليها بشكل مستمر، حيث كان الأخير يعتدي عيلها حتى وصلت به إلى أنه كان يضربها مستخدما “حزام جلد” داخل الحمام، قائلة: مرات أبويا كانت بتخلي أبويا يضربني بالحزام في الحمام.
ورفضت والدة شروق أن تحتضنها، حيث تزوجت مرتين بعد انفصالها عن والدها، مشيرة إلى أن زوجها الأخير كان يتعاطى مخدر الحشيش، وفي أثناء إقامتها مع والدتها في المنزل، وكان يعذبها باستمرار بطرق مختلفة.
تعذيب وإهانة داخل بيت الأب
وواصلت أن زوج والدتها كان يستخدم معها أصعب أنواع التعذيب منها أنه حرقها في ذراعيها وظهرها، أو يصيبها بجروح قطعية في أرجلها، وفي النهاية طردها خارج المنزل بعد أن أصبح جسدها مشوههًا، كما الحال بالنسبة لروحها.
مع كل هذا كانت شوق غير راضية عن ذهابها للشارع؛ الأمر الذي جعلها تطرق أبواب أقاربها لعلهم يحنون عليها ويشفقون بحالتها، لكنهم رفضوا أن تضع قدميها داخل أعتاب منازلهم، لافتة إلى أن السبب وراء رفضهم كرههم لوالدتها، ناظرين إليها بانتقام على الرغم من أنها الضحية الوحيدة.
عاشت في الشارع
وتوجهت شروق إلى الشارع بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهها لتسكن الشوارع التي لقت فيها معاملة لم تجدها في أسرتها، قائلة: نزلت الشارع، ولقيت ناس تأكلني، بس كنت بخاف أنام عشان أنا بنت ومينفعش يحصل فيا حاجة.
رفضت أن تكمل في الشارع وبحثت عن البديل
لم تستسلم الطفلة شروق إلى الضياع داخل الشارع، حيث إنها بحثت عن مكان آمن؛ الأمر الذي جعلها تتوجه إلى قسم الشرطة لمساعدتها في إيجاد دور رعاية آمن، وبالفعل لم يتركها رجال الدولة كما تركتها عائلتها.
واستجابة لطلب شروق تواصل أحد أمناء الشرطة مع صاحبة مؤسسة للأعمال الخيرية، التي قررت تسلم الطفلة عن طريق قسم الشرطة وسط تخوفات وغموض قصتها، ولكي تأمن نفسها قررت البحث عن عائلة شروق، ومعرفة السبب وراء تخليهم عنها.
رد مفاجئ وصادم من قبل الأسرة
وفي السياق نفسه، قالت وردة دويب، صاحبة المؤسسة، إنها اصطحبت الطفلة وتوجهت للبحث عن السبب الذي جعل أهل شروق يلقوها في الشارع، حيث راحت إلى منزل جدتها وسألت خالتها عن السبب وراء رفض فتح الباب بعد علمها أن شروق هي مَن تطرقه، لتصطدم بالإجابة التي تؤكد المعلومة دون خجل.
ولم تتردد السيدة وردة وقررت أن تكون الملجأ الآمن للطفلة شروق، أما الأخيرة فأكدت أنها شعرت بمعنى العائلة والدفء معها، وتتمنى ألا تترك أحضانها، حتى إنها نادتها بماما وردة خلال حديثها العفوي.