غروب عاصف.. شعر محمد القاضي
الشاعر محمد القاضي هو شاعر فصحى من مواليد محافظة قنا - مركز فرشوط 1981، خريج جامعة الأزهر- ويشارك في الندوات والأمسيات الثقافية بنادي أدب قنا والملتقى الثقافي بقنا والعديد من الملتقيات والصالونات الأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي، نُشرَ له عدد من القصائد ببعض الصحف والمجلات بمصر والعراق وسلطنة عمان وبعض الدول العربية الأخرى، له ديوان شعري تحت الطبع، بعنوان “على حاشية القصيد”.
وقفت على باب الرحيل وأرسلت
طرفا شكى من غير أن يتكلما
-
مسحت على خد الجدار وهمهمت
فاهتز من حر الفراق وهمهما
-
ونوافذ البيت الحزين ترجرجت
ما أن رأت هذا الحوار المبهما
-
والباب لما أدركت حلقاته
أن الرحيل دنى عصى وتجهما
-
قالت وداعا والأنين بصوتها
ألقى على عذب الجداول علقما
-
وأزاح سترا عن هموم شرها
بعد انحسار النور عنه تفقما
-
-
-
نظرت إلى الركن البعيد ببيتها
واستحلفته لسرها أن يكتما
-
أوما إليها لا تخافي وارحلي
سأبوح بعدك حسرة وتألما
-
مذياعها البني أطفأ صوته
أمسى الأثير على صداه محرما
-
والمزهرية نكست أزهارها
والورد أطرق ما حكى أو سلما
-
وقميصها المبتل أفشى دمعه
وبكى عبير ربيعها المتنسما
-
-
-
سحبت سنين العمر خلف ردائها
وحطام قلب قد بدا مستسلما
-
ألقت وعودا قد تماهى فجرها
وغدا وقد وضح النهار مهشما
-
ماذا جنت حتى يحطم قلبها
ويدور في فلك الحياة محطما
-
وهي التي قد أسرفت في حبها
كالغيث هطلا بالمشاعر قد همى
-
ما باعت الود الذي من أجله
ذل الفؤاد مرجيا متوهما
-
ما خانت العهد الذي شدت به
أوتاد حب في حدائقها نمى
-
أعطت بكل كيانها ذاك الذي
ما صان أيمان الغرام وإنما
-
الذنب ليس بذنبها لكنه
ليل النفوس إذا تمدد والعمى
-
ترك النهار طريح موت جاسم
وجثى على صدر الضياء وخيما
-
-
-
ذهبت وما شيء تبقى خلفها
إلا وأمسى ذابلا متهدما
-
حتى الغروب ترنحت هالاته
وبكت على أعتاب مغربها دما
-
حتى اليمام تعثرت رقصاته
ورنا إليها دون أن يترنما
-
جدران حجرتها عبير فنائها
ونسيم فجر بين أذرعها ارتمى
-
والنجم لما تاه في نظراتها
والبدر لما أفلتته يد السما
-
الكل من بعد اغتراب صامت
متشبعون تأسفا وتشرذما
-
والهرة البيضاء خار مواؤها
مصدومة أن تستباح وتهزما
-
منسية في عالم لا يكتفي
أن يستزيد مع السقوط تقزما
-
لا تستكيني يا فتاة وارقبي
فجرا يطوح ليلك المتأزما
-
الله يحكم ما يشاء إذا قضى
أجري ومن قلب الحجارة زمزما