إذا زرت قبر والدي وسلمت عليه فهل يرد عليّ السلام؟.. عضو لجنة الفتوى يرد
رد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر على سؤال: إذا زرت قبر والدي، وسلمت عليه فهل يرد علي السلام، ويعرف من المسلم عليه؟.
المسلم إذا مات فلا يفصله الموت ولا يقطعه عن الأحياء
وقال لاشين، إن المسلم إذا مات فلا يفصله الموت ولا يقطعه عن الأحياء، بل تظل العلاقة بينهم قائمة، والحقوق مؤداة، فقد شرع الإسلام ما يقوم به الأحياء تجاه الميت: من غسل وتكفين وصلاة جنازة ودفن في القبر، كما أن الميت ينتفع بما يقدمه الحي له قريبا كان هذا الحي، أو أجنبيا عنه بإذن أو بغير إذن.
وتابع لاشين: ومن صور انتفاع الميت بما يقوم به الحي: دعاؤه للميت بالتثبيت عند سؤال الملكين له فقد روى أبو داود في سننه، والحاكم في المستدرك وصححه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل.
وأكمل: وينتفع الميت كذلك بزيارة قبره من قبل الحي، روى الخمسة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الأخرة.
وأردف: وفي واقعة السؤال نقول: ليس الموت نهاية المطاف بالنسبة لمن مات، بل هو مرحلة انتقالية بين الدنيا والآخرة والإنسان بعد موته حي حياة حقيقية بكيفية لا يعلمها إلا الله، ولقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قتلى بدر فتعجب من ذلك الأحياء وعبروا عن دهشتهم بقولهم للرسول صلى الله عليه وسلم: أتخاطب موتى؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما أنتم بأسمع لي منهم ولكنهم لا يجيبون.
وأشار إلى أن الميت يشعر بمن يزوره، ويعرفه ويرد عليه السلام إذا سلم عليه، حيث قال ابن عبد البر: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.
