العالم حزين لوفاته.. القصة الكاملة لإنقاذ الطفل ريان بعد سقوطه في بئر لأكثر من 90 ساعة
تمكنت قوات الحماية المدنية المغربية من انتشال الطفل ريان من البئر التي سقط فيها منذ يوم الثلاثاء الماضي، بعد ترقب ومعاناة دامت لأربعة أيام على التوالي، ولكن خلال نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم والاطمئنان على حالته الصحية، أصدرت السلطات المغربية بيانًا يؤكد وفاة الطفل ريان حديث العالم أجمع.
سقوط الطفل ريان داخل بئر عميقة
وسقط الطفل ريان المغربي، مساء يوم الثلاثاء الماضي، في بئر عمقها نحو 60 مترًا وعرضه 45 سم، بقرية أجران نواحي إقليم شفشاون شمال البلاد، حيث كان يساعد والده في عملية استخراج المياه.
ومن بعدها بدأت الحماية المدنية في تكثيف جهودها لتحديد موقع الطفل وتقديم الإغاثات له لإبقائه على قيد الحياة، فربطت أولًا هاتفًا محمولًا وأنزلته إلى البئر حيث يوجد الطفل الحبيس، وتأكدت من خلال المقطع المصور الذي التقط له أنه لا يزال حيًا.
جهود الحماية المدنية للحفاظ على حياة الطفل
أُصيب الصغير صاحب الخمسة أعوام بجروح طفيفة في رأسه وكسور في جسده، بسبب سقوطه في البئر، وسط جهود من الحماية المدنية المغربية والأجهزة الطبية لإمداده بأنابيب الأكسجين والمياه والأطعمة داخل البئر لإبقائه على قيد الحياة قدر الإمكان.
إنقاذ ريان
وفي ليل الثلاثاء الماضي، بدأت المحاولات لإنقاذ الطفل ريان، والتي استمرت حتى يومنا هذا على مدار ما يقرب من 90 ساعة متواصلة، فحاول أولًا أحد الشباب المتطوعين في المنطقة من ربط نفسه بالحبال والنزول إلى الصغير لانتشاله، في محاولة باءت بالفشل، حيث لم يستطع الوصول إلى أكثر من 20 مترا بسبب ضيق الحفرة.
أما في الساعات الأولى صباح الأربعاء، بدأت السلطات المغربية في الحفر، ولكن بجانب البئر حتى يتمكنوا من انتشال الطفل ريان الذي سقط بداخله.
دور الحكومة المغربية في إنقاذ الطفل ريان
وكان للحكومة المغربية دور مهم في محاولات إنقاذ الطفل ريان من ظلمات البئر، حيث صرح مصطفى بايتاس، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أن المجلس الحكومي ناقش قضية إنقاذ ريان، مؤكدًا على البدء في حفر قناة موازية للبئر التي سقط فيها الطفل حتى يتم الوصول إليه.
تم الاستعانة بخبراء مدنيين لتحديد موقع الطفل الحبيس بدقة، وعدم السماح للشباب المتطوعين بالنزول إلى البئر وإنقاذ ريان بأنفسهم، وفقًا لتعليمات وكيل الملك.
أول أمس الخميس، توقفت عمليات الحفر ضمن عملية إنقاذ ريان، من داخل البئر، وذلك بعد حدوث انهيارات في التربة، التي تتميز بكونها رملية هشة، لذلك من السهل انهيارها، الأمر الذي أدى إلى الاستعانة بالحفر اليدوي حتى لا يتفاقم الوضع سوءًا.
ولم تقف الحماية المدنية عن إمداد الطفل بأنابيب الأكسجين والمياه طوال تلك الفترة، واستعدت من بعد ذلك لعملية الحفر الأفقي، حتى تتمكن من الوصول إلى مكان ريان، لافتة إلى أن عمليات الحفر وصلت إلى عمق 25 مترًا.
وقف واستئناف عمليات الحفر
ولكن انهارت التربة جزئيًا مرة أخرى، مما ترتب على ذلك وقف عمليات الحفر لإنقاذ الطفل الذي يقبع داخل البئر مؤقتًا، ولكن سرعان ما تم استئناف عملية الحفر مرة أخرى، حتى تم الوصول إلى العمق المطلوب في موازاة ريان.
جدير بالذكر أن وحدات الإنقاذ المدنية المغربية، كانت تحرص على إبعاد جوانب البئر خلال عملية الحفر، تجنبًا لحدوث انهيار للتربة، حتى لا يتفاقم الوضع سوء، وكانت جميع الفرق الطبية ومروحية الإسعاف على أهبة الاستعداد لنقل الطفل ريان إلى أقرب مستشفى فور خروجه من البئر لتلقي الرعاية الصحية، وفقًا للأحداث المتداولة أمس الجمعة.
ووفقًا لوكالات الأنباء المغربية التي تابعت القضية على مدار الساعة، فنشرت أن المرحلة الأخيرة لعملية إنقاذ الطفل ريان حساسة جدًا، والعملية تتم ببطء خوفًا من انهيار التربة خلال الحفر، ولكن تم إدخال أنابيب بشكل أفقي عبر الحفرة الموازية لموقع الصغير لإخراجه عبرها.
اليوم الرابع على التوالي للطفل ريان داخل البئر
وفي صباح اليوم السبت، تضارب عدد الامتار الفاصلة بين قوات الحماية المدنية والطفلة ريان، ولكن كانت ساعات اليوم تدل على الاقتراب من الوصول إلى الطفل، وسط دعوات من الجهات المعنية بعدم بث أية معلومات لا صحة لها قبل نشر السلطات منعًا لترويج الاشاعات.
وفي نحو الساعة الخامسة مساء اليوم، انتشرت أنباء حول وصول الوحدات الطبية وفريق الإنقاذ إلى الطفل ريان داخل النفق، والذي حفرته السلطات بموازاة البئر لخروج الطفل من داخله، وسط تجهيز مروحية إسعاف خاصة لنقله إلى أقرب مستشفى، مع تكبيرات أن يكون الطفل على قيد الحياة.
وفاة الطفل ريان
وقبل أن يأتي اليوم الخامس على الطفل ريان حبيس البئر، تمكنت القوات من انتشاله من الحفرة ولكن كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يرى النور.
