بعد تخصيص 68 مليار جنيه.. هل تصدى مشروع تبطين الترع لظاهرة إهدار المياه في مصر؟
عانت مصر سابقا من ظاهرة إهدار المياه خاصة في مجال الزراعة، فطرق الزراعة والري القديمة كانت سببا رئيسيا في إهدار ملايين الأمتار المكعبة من المياه، في الوقت ذاته الذي انخفضت فيه حصة المواطن المصري من المياه وتقلصت لنحو 500 متر مكعب، بفعل الزيادة السكانية.
وواجهت وزارتا الري والزراعة ظاهرة إهدار المياه في الزراعة، بعدة مشروعات كان أبرزها مشروع تبطين الترع، فكيف ساعد المشروع المزارعين في عملية زرع المحصول ومنع إهدار المياه؟.
مشروع تبطين الترع يتصدى لظاهرة إهدار المياه
وفي هذا الصدد قال حسين أبوصدام نقيب الفلاحين، لـ القاهرة 24، إن المشروع القومي لتبطين الترع يعد من أهم المشروعات على الساحة حاليًا، مشيرًا إلى أنه مشروع عملاق له عدة فوائد فبجانب توفير المياه حسن المشروع تحسين البيئة المحيطة بالترع والمصارف.
وتابع نقيب الفلاحين: منع مشروع تبطين الترع عملية إهدار المياه التي كانت في الحقول سابقا، كما أنه ساهم في عملية توفير المياه، وتسريع وصولها إلى النباتات.
ولفت أبو صدام، إلى أن تبطين الترع ساعد في عملية التوزيع العادل للمياه، ومنع إهدار ملايين الجنيهات، وحافظ على الأرض بجانب الترع كما أنه عمل على توسيع الطرق، لافتًا إلى دور شديد جدا وهو منع تكاثر الجرذان والفئران، وسط الحشائش التي كانت تهدر المحصول سابقا، كما أنه أعطى منظرا حضاريا للحقول المصرية.
وصول مصر إلى خط الفقر المائي
ومن جانبه قال الدكتور محمد متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي في معهد البحوث، إن طرق الزراعة القديمة أهدرت المياه، وساهمت في وصول مصر إلى خط الفقر المائي، كما أن هناك أيضًا بعض المحاصيل الزراعية التي صنفت بشراهتها للمياه، ويجب أن يتم إيجاد حلول لها.
وتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي لـ القاهرة 24،: “يعمل معهد البحوث على استنباط سلالات جديدة من المحاصيل الزراعية حتى تكون أقل حاجة للمياه، مثل سلالات الأرز، باعتباره أكثر المحاصيل شراهة للمياه”.
وأوضح “متولي”، أن جميع تلك المشروعات ساهمت جنبا إلى جنب في ترشيد المياه في الزراعة، منوها بأن الإرشاد الزراعي وعمل حصص إرشادية للمزارعين له دور هام في التصدي لظاهرة إهدار المياه.
ومن جهتها قالت وزارة الموارد المائية والري، إن مشروع تبطين الترع، من أهم المشروعات القومية التي تُنفذ في الوقت الجاري ويمثل أحد أركان خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من المياه، حيث تبلغ أطوال الترع في مصر33 ألف كيلو تقريبًا، تمتد من الإسكندرية حتى أسوان، وجميعها ترع طينية لا يوجد بها تبطين، وذلك يعود لعمرها البالغ نحو 200 عام، إذ تتعرض المياه فيها للإهدار، وتهدر تلك الترع أكثر من 19 مليار متر مكعب.
وفي السياق ذاته، بلغت تكلفة المشروع القومي لتبطين الترع 68 مليار جنيه حتى الآن، ومن المقرر انتهاؤه في 2024.