بعد وفاة سيد القمني.. لماذا هاجم الخلافة الإسلامية؟
توفي منذ قليل المفكر سيد القني عن عمر 75 عاما، وهو أحد الباحثين في التاريخ الإسلامي، وغلبت الجرأة على أفكاره التي تصدت لأفكار تيار الإسلام السياسي. ويرى القمني استحالة عودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى.
من بين مؤلفات سيد القمني كتاب الدولة المسلمة للخلف در، والذي يشن فيه هجوما عنيفا على الخلافة الإسلامية، وحسب سيد القمني فإن للخطاب الإسلامي وجهين: وجها مثاليا يحث على الشورى والعدل والمساواة كأسنان المشط، ووجها واقعيا يُعمل السيف في رقاب المعارضين للدولة الإسلامية؛ وهو ما تبينه بواكير التجربة التاريخية للمسلمين.
ويستشهد سيد القمني على حديثه عن الخلافة الإسلامية بأن الخليفة الأول شن حروبه على مانعي الزكاة في حروب الردة، وقتل الخليفة الثاني على يد معارضيه، بينما بدأ الخليفة الثالث حكمه بمجافاة العدل ومحاباة الأهل، أما آخر الراشدين فقتل في خلاف سياسي لا نزاع فيه. فإذا كان هذا هو عهد الخلافة الراشدة الذي يطالبون بعودته، فأي خلافة يرجون؟!
ويقرر سيد القمني أن دولة النبوة كانت شأنًا خاصًا وطارئًا، وكذلك دولة الراشدين، وإنه كان للزمن ولظروف البيئة أحكامهما وتحكمهما في الشكل القبلي للحكم، لكنها لا تلزمنا اليوم باتباعها؛ لأن مسألة الحكم تركها الله لنا مساحة حرة نقيم حكمنا بأيدينا كيفما شئنا. أما دولة النبي أو دولة الراشدين فكانت ائتلافا قبليا، وهو ما يصعب علميًّا أن نطلق معه كلمة دولة على هذا الائتلاف؛ لأنه لا يملك أيا من مقومات الدولة.
معلومات عن سيد القمني
سيد محمود القمني من مواليد 1947 في مدينة الواسطي بمحافظة بني سويف حاصل على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا تخصص القمني في الكتابة عن بواكير التاريخ الإسلامي، وكانت كتاباته في هذا الاتجاه شائكة ومثيرة للجدل. ولسيد القمني الكثير من المؤلفات منها: الأسطورة والتراث، الحزب الهاشمي، حروب دولة الرسول.
