من هو سيد القمني ولماذا هاجمه التيار الإسلامي؟
رحل عن عالمنا منذ قليل الكاتب والمفكر سيد القمني، عن عمر ناهز 75 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث أعلن الدكتور خالد منتصر خبر الوفاة عبر تويتر، كاتبا: وداعا سيد القمني.
ولد القمني بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف، في 13 مارس 1947، وهو باحث في المجال والتاريخ الإسلامي، إلا إنه لقى هجوم شديد من التيار الإسلامي وهدد بالقتل أكثر من مرة بسبب أفكاره وأعماله التي تناولت مناطق شائكة في التاريخ الإسلامي.
سيد القمني ووصفه بالمرتد
اعتبره البعض باحثا متعمقا في التاريخ الإسلامي وشجعوه، والبعض الآخر اعتبروه صاحب الأفكار الأكثر جرأة في تصديه للفكر الذي يؤمن به التيار الإسلامي السياسي، وهناك من وصفوه بالمرتد، وانتقده الكثير لكونه يستند على مصادر اعترف بها الأزهر فقط، خاصة في كتابه الحزب الهامشي، والذي بعث منه أكثر من 40 ألف نسخة حتى قبل أن يطبع أن يظهر دور العامل السياسي في اتخاذ القرارات الدينية خاصة في عهد الرسول.
التفكير العلماني للقمني
ظهر تفكير القمني العلماني بشكل واضح في كتابه النبي إبراهيم، وشمل الكتاب تحليلات ومعاني علمانية لقصص الأنبياء والرسل مما أثار جدلا وأغضب الكثيرين.
وكان من أشهر مؤلفاته وتسبب في استجوابه كتاب رب هذا الزمان، لعام 1997 والذي صادره مجمع بحوث الأزهر، وخضع حينها لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا وكان الاستجواب السبب الرئيسي فيه معاني الارتداد الموجودة في ذلك الكتاب.
تهديد الجماعات الإسلامية للقمني بالقتل
وكان له العديد من المقالات المتصاعدة لهجتها ضد الإسلام السياسي، وأكثرها حدة مقال بعنوان إنها مصرنا يا كلاب جهنم، وكتبه على هامش تفجيرات طابا في أكتوبر 2004، وكتب فيه: أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها، وبعد كتابته هذا المقال جاءه تهديد رسمي من أحد قادة تنظيم الجهاد المصري ويدعى أبو جهاد القعقاع، طالبا منه العودة عن أفكاره وإلا سيقتله.
اعتزال سيد القمني
اعتزل سيد القمني الكتابة بعد أن أهدر دمه من تنظيم القاعدة ونشروا رسالة تهديد له عبر موقع ليبرالي على الإنترنت، وعلى هامشها كتب سيد القمني رسالة بعثها لوسائل الإعلام يعلن فيها توبته عن أفكاره واعتزاله للكتابة.