وزير الطاقة اللبناني: الغاز المصري لن يمر على إسرائيل.. وأبوابنا مفتوحة أمام الشركات المصرية للتنقيب │ حوار
نضع اللمسات الأخيرة على عقد تصدير الغاز المصري إلى لبنان
مصر وفرت لنا سعرًا مميزًا للغاز ونتمنى أن يستمر التعاون في مجال الطاقة
اتفاقية تصدير الغاز المصري لـ لبنان حصلت على دعم عالمي كبير
استمرار المفاوضات لحل النزاع البحري الحدودي مع إسرائيل
يعاني لبنان في الآونة الأخيرة من أزمة طاحنة في الطاقة؛ الأمر الذي يجعل إمداد القاهرة لبيروت بالغاز أمرا حيويا وضروريا للشعب اللبناني، في ظل انقسامات وأزمات تضرب بيروت في الآونة الأخيرة.
الدكتور وليد فياض، وزير الطاقة والمياه اللبناني، يرى أن المصريين يملكون خبرة واسعة في مجال الطاقة، وخاضوا تجربة ملهمة للاستفادة من مواردها، مبينًا أن التعاون في مجال الطاقة يفيد الشارع اللبناني.
وأضاف فياض، في حوار لـ القاهرة 24 أنه يجري الآن وضع اللمسات الأخيرة على عقد تصدير الغاز المصري لـ لبنان، مشيرًا إلى أنه سيعيد العلاقات الأخوية بين العرب، مؤكدا أن الأبواب مفتوحة أمام الشركات المصرية للتنقيب عن الغاز في لبنان.
وإلى نص الحوار..
هل تم تحديد تاريخ بدء نقل الغاز المصري إلى لبنان؟
تخطى مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر؛ الكثير من المراحل أهمها اصلاح خط الغاز العربي وموافقة البنك الدولي على التمويل والجانب المصري يتابع تلك الخطوات بمنتهى الاهتمام، وينتظر الانتهاء منها لتتم عملية توقيع العقد رسميا، وتم الاتفاق مع الجانب المصري على جميع الجوانب التجارية، التعاقدية، والفنية، ووفرت لنا سعرا مميزا للغاز، وذلك يشمل أيضًا كُلفة النقل من مصر عبر الأردن وسوريا وصولًا إلى لبنان.
كما نأمل أن يكون تاريخ بدء نقل الغاز المصري في الوقت القريب، خصوصًا أن لدينا صيغة شبه نهائية للعقود، وتتم مراجعة اللمسات الأخيرة عليها، كما أن الجانب المصري قد حصل على تطمينات أمريكية، أنه لا يوجد تداعيات سلبية لقانون قيصر على هذا التعاقد، لأن الدفع لسوريا سيكون بالطريقة العينية، وليس نقدًا - أي أنهم سيتقاضون نحو 8 % من الغاز، بعد أن يتم نقلها باتجاه لبنان عبر الأردن وسوريا ثم إلى لبنان.
هل ينتهي دور مصر عند تصدير الغاز للبنان أم أن هناك تعاونا آخر في مجال الطاقة؟
نتمنى أن يستمر التعاون مع الأشقاء المصريين، وهم يملكون خبرة واسعة في مجال الطاقة والتجربة المصرية مُلهِمَة ومفيدة، ولدينا الكثير من المشاريع المستقبلية التي ننوي القيام بها والتعاون معا لما فيه المصلحة المشتركة، ويمكن أيضًا أن يتطور الدور المصري، من خلال زيادة كمية الغاز المورد إلى لبنان وإمداد لبنان بمحطّات إنتاج طاقة تعمل على الغاز الطبيعي.
أين سيتم توقيع العقود بين مصر ولبنان في مشروع تصدير الغاز؟
نحن الآن في صدد وضع اللمسات الأخيرة والمكان ليس الأساس، فالأساس والأهم، هو ما لهذا الخط من أهمية سياسية واقتصادية، نظرا لأن هذا المشروع يتخطى كونه ملفا حياتيا للبنانيين، فهو له دلالة سياسية جد مهمة، ألا وهي بدء العمل والتعاون العربي بامتياز، وإننا فخورون به كثيرا، كونه سيُعيد روابط العلاقة بين الإخوان العرب، إن كان من ناحية مصر، وهي بوابة العالم العربي، وصولًا إلى الأردن وسوريا ولبنان؛ الذي يتوجب عليهم العمل معا لما لذلك التعاون من ارتدادات إيجابية على المصلحة المشتركة فيما بينهم، وإلا فالانعكاس سيكون سلبيا على الشعوب العربية كافة.
برأيك لماذا تم إثارة الجدل حول نقل إسرائيل الغاز للبنان؟
اتفاقية تزويد الغاز التي يُعمل عليها بين الحكومة اللبنانية والحكومة المصرية الشقيقة؛ تنص بشكل واضح وصريح على أن يكون الغاز من مصر؛ التي تمتلك كميات كبيرة منه، وتستهلك داخل البلد نفسه ما يُضاهي بأكثر من مئة مرة ما ستؤمنه للبنان، وبذلك فهي ستؤمن للبنان جزءًا بسيطًا من إنتاجها وحجم سوقها، وهذا الغاز سيمر عبر الشقيقة الأردن ومن ثم إلى سوريا، لتستفيد منه، ويتم توريد كمية موازية من الغاز حسب اتفاقية العبور والمبادلة SWAP من حقول ومنظومة الغاز في حمص، ليصل إلى محطة دير عمار في الشمال، من أجل التغذية الكهربائية الإضافية للمواطنين في لبنان، وبالتالي أي جدل حول هذا الموضوع هو لإثارة البلبلة، ونضمه في إطار التشويش.
كيف تسري اتفاقية تصدير النفط العراقي إلى لبنان وما هي الكمية مقارنة بما سيتم استيراده من مصر؟
البداية كانت مع الفيول العراقي، حيث شكلت شحنات النفط العراقي - المصدر الثاني لتغذية معامل إنتاج الكهرباء إلى جانب الفيول؛ الذي تشتريه الدولة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، وقد زرنا دولة العراق، واجتمعنا مع وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إسماعيل مشكورا، وذلك استكمالًا لمقررات اجتماع دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع الرئيس الكاظمي، بشأن رفع وتثبيت الكميات المصدّرة إلى لبنان، لرفع إنتاج الطاقة الكهربائية، كما التقينا مسؤولين في شركة سومو، حيث إن الكميات النفطية التي نتسلمها شهريا يتم استيفاؤها في إطار التبادل والتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقتين، كما تؤمن الاتفاقية تغذية الشبكة بطاقة 400 MW، وهي قريبة من الطاقة المتوقع إنتاجها من الغاز المصري.
ما هو شكل الدعم الأمريكي لعملية تصدير الغاز المصري لـ لبنان؟
تبدي الولايات المتحدة الأمريكية تعاونا واضحا في هذا الإطار، وإن البنك الدولي هو من سيقوم بالتمويل، لكن ينبغي أن نحصل على موافقة مجلس إدارة البنك، وهناك مباحثات تجري بشكل مستمر وقد أصبحت متقدّمة، بعد ذلك سيعرض وفد البنك الدولي الأمر على مجلس الإدارة، للحصول على شروط التمويل المُتّفق عليها والُمقدرة بـ 300 مليون دولار، كقرض مسهل يستوفى خلال 17 سنة.
كيف تسري عملية ترسيم النزاعات على حقول الغاز بين لبنان وإسرائيل؟
المفاوضات مستمرة لحل هذا النزاع البحري الحدودي، ويوجد مسعى مُتجدد من الوسيط الأمريكي لإيجاد حل لهذا النزاع.
هل من الممكن أن يكون هناك تعاون مع مصر للتنقيب عن الغاز في لبنان؟
بالطبع باب التعاون مفتوح أمام كل الشركات الراغبة والمؤهلة للمشاركة في دورات التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقتصادية الخالصة، والشقيقة مصر لديها خبرات طويلة في مجال الغاز؛ يمكننا الاستفادة منها.