عميد كلية الدعوة الإسلامية: العبادة يجب أن يظهر أثرها في المعاملات والأخلاق
انطلقت اليوم فعاليات اليوم الثاني للدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الاثنين 7 /2 /2022.
وعقدت المحاضرة الأولى للدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر تحت عنوان: الكليات الست، حيث أكد أن من أعظم المهام وأسماها تعليم الناس والأخذ بأيديهم، مشيرًا إلى أن رسالة الإسلام جاءت للحفاظ على مقدرات الحياة، وهي تجمع أمورًا عديدة في طياتها، فالدين جاء ليأخذ بمجامع الأمور وليس في معارفنا التفرقة بين الدين والحياة.
وأوضح حسين أن الحفاظ على الدين مقصودة الأسمى الحفاظ على أصل الدين ومقاصده، وأن الشرع الحنيف قد أحاط الدين والنفس والعقل والمال والنسل والعرض والنسب بسياجات من الصيانة والحفظ، وذلك لتحفظ للإنسانية حرمتها وكرامتها، وتضبط مسارات حركتها بضوابط محكمة لا تمييز فيها ولا إقصاء.
لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد لأن يفتدي وطنه بنفسه وماله
وأكد عميد كلية الدعوة الإسلامية، أن الحفاظ على الوطن لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من الكليات الأخرى، إذ لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد لأن يفتدي وطنه بنفسه وماله.
وبين الدكتور أحمد حسين، أن كل إفرازات الحياة المعاصرة وكل ما وصل إليه العقل البشري مما يحفظ الحياة ويعطيها شيئًا من الرفاهية هو مما يأمر به الشرع الحنيف، والقرآن الكريم وهو كتاب عبادة يتحدث عن الحياة والسلوك والأخلاق والقيم، مؤكدًا أن العبادة يجب أن يظهر أثرها في المعاملات والأخلاق حتى تكمل عمارة الكون.
كما عقدت المحاضرة الثانية للدكتور رمضان حسان أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر تحت عنوان: من أسرار البيان القرآني، وفيها أكد أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المعجز، والذي تحدى به ربنا تبارك وتعالى الخلق جميعًا قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا، فكل تأخير أو تقديم أو حذف أو ذكر جاء في القرآن الكريم جاء؛ لأن النسق يتطلب ذلك، فهو في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، فنجد في قوله تعالى: قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى، أن النص القرآني الكريم استعمل حرف الجر "في" مع أن المشهور استعمال حرف الجر "على" للصلب على النخيل والأشجار ونحو ذلك، لكن للمبالغة في بيان ما ينتظرهم من عذاب فرعون عبر النص القرآني بحرف الجر "في"، والمعنى: من شدة العذاب فإن أجسادهم تدخل في جذع النخل، لذلك استعمل حرف الجر " في " لأن المعنى لا يتم إلا به وليس بغيره.