مفتي الجمهورية: الشريعة جاءت لجلب مصالح الخلق ودفع المفاسد عنهم في العاجل والآجل
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الشريعة جاءت لجلب مصالح الخلق ودفع المفاسد عنهم في العاجل والآجل والدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن الخطاب في النص القرآني يعم كل المخاطبين أيا كانت مواقعهم وأزمانهم، كما لا يمكن قصر الخطاب على فئة دون فئة أو على زمان دون زمان إلا بدليل شرعي.
وأضاف: فحين نسمع قول الله مخاطبًا النبي: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا؛ نرى أن العلماء فهموا أن الخطاب فيها يسري لكل ولي أمر يلي أمر المسلمين، فهو قائم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم) في هذا، فكل خطاب على العموم إلا ما خص في ذاته، فيجب علينا أن نحافظ على خطابنا قائمًا على الفهم الصحيح؛ لأن النصوص إذا وضعت في غير مواضعها، وخرجنا بالخاص من خصوصه إلى العموم لأدي ذلك إلى الإفساد والإساءة إلى الصورة الحسنة التي جاءت بها شريعة الإسلام.
الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين
جاء ذلك ضمن الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين؛ المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، اليوم، في إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتثقيف المستمر للأئمة المصريين وأئمة الدول الشقيقة.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، ومع ذلك جعلت الشريعة للظروف الطارئة دورًا في تغيير الأحكام سواء على مستوى الدولة أو المجتمع أو الأفراد، والأحكام التي قررت لظرف استثنائي تزول بعد تغير ظروفها، لذلك قال العلماء: الضرورة تقدر بقدرها، وتابعوا: الضرر يزال، وقال تعالى وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، وقال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، فالحفاظ على النفس الإنسانية مقصد هام من مقاصد الشريعة الإسلامية، قال تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".
وأضاف أن رسول الله، قال: إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، وقال (صلى الله عليه وسلم): فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ»، وكانت عائشة (رضي الله عنها)، تقول: ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا، كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ منه، وانطلاقا من هذا التوجيه قرر العلماء قاعدة: المشقة تجلب التيسير.
نصوص الشريعة جاءت لتضع لكل واقعة حكمها
واستكمل مفتي الجمهورية: وقائع الحياة متسارعة ومتشابكة ولا متناهية، ونصوص الشريعة جاءت لتضع لكل واقعة حكمها، لذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم سيدنا معاذ بن جبل الاجتهاد، لاستخراج الأحكام في ما لم يجد فيه نص في الكتاب أو السنة، فقال (صلى الله عليه وسلم) له حين أرسلَه إلى اليمنِ: بم تحكُمُ؟؛ قال: بكتاب اللهِ، ثم تابع: فإن لم تجِدْ؟؛ قال: بسُنَّةِ رسولِ اللهِ، مستكملا: فإن لم تجِدْ؟؛ قال: أجتهدُ رأْيي ولا آلُو؛ قال: الحمدُ لله الذي وفَّق رسولَ رسولِ اللهِ، لما يحبُّ رسولُ اللهِ.