خليجية بلا هوية.. سيدة تستغيث: أخواتي مش عايزين يثبتوني في الورق عشان الورث | فيديو
عاشت مها مبارك ذات الـ40 عاما، بلا هوية أو مرجع، ضائعة من بين يديها كل هذه الأمنيات التي قضت طفولتها تسردها في خيالها، بداية من التعليم والالتحاق بكلية حتى العمل والزواج.
سيدة تستغيث
قضت مها منذ نعومة أظافرها هموم وأثقال فاقت قدرتها على التحمل، فهي لا تعلم حتى الآن كيف قضت طفولتها التي ضاعت في التشتت الأسري بين أبيها سعودي الجنسية، ووالدتها المصرية، حيث تركهم والدها السعودي بمصر وذهب عائدا لبلاده، ماحيًا أي صلة تربطه بزوجته وهذه الطفلة ذات العامين.
بحثت الشابة مرار وتكرارا عن أي أثر لوالدها لتبوء كل محاولاتها بالفشل وتستسلم ليأسها، لتفاجأ بأبناء عمها السعوديين يتواصلون معها، ويخبروها بأن أبيها في صحة جيدة، ويريد التواصل معها ومع والدتها في أقرب وقت، ليخبرهم السبب وراء فعلته، وأخبروها أن أبيها سيتواصل معها عن طريق هاتف خادمته.
أخواتي مش عايزين يثبتوني عشان الورث
طارت الشابة من السعادة، ولها الحق فعدة ساعات فقط ما تفصلها عن سماع صوت والدها، ومعرفة هذا السر الذي دفعه لتركها هي ووالدتها ضائعين ومشتتين، لم تكن تعلم بسذاجتها أن هذه الفرحة كاذبة، ووجدت نفسها تسقط أرضا بجانب احلامها المحطمة.
وعرف أشقاء مها بما حدث وطردوا الخادمة وصديق والدهم الذي حاول مساعدة الشابة، وأمروا مها: متحاوليش توصلي لأبوكي واحنا هنراضيكي، طلبت منهم مها أن يثبتوا نسبها لوالدها لكي تستطيع الإمساك بأي هوية تعيش بها، فرفض أشقاؤها طلبها في إصدار هوية سعودية لها، موضحين: لو أنتي أتثبتي في الورق إحنا هنتأذي، في البداية لم تفهم مها المعنى وراء هذه الجملة، ولكن انكشف المستور أو بمعنى أصح "ما تم التستر عليه" بعد وفاة والدها مباشرة.
عرفت مها أن والدها كان رجل أعمال تم تجنيسه بالجنسية الكويتية، وعند دخوله الكويت لم يثبت في الأوراق وجود ابنة مصرية له، وبدأ في العمل ليجمع ثروة ضخمة تقدر بالملايين، ورثها أبناؤه السعوديون من بعده، فإذا صدق الأبناء على إصدار هوية سعودية لشقيقتهم سيتم سحب هذه الثروة الطائلة من أسفل أقدامهم.
وبقت مها مبارك بلا هوية سعودية أو مصرية، تحلم بالزواج كباقي البنات ولا تستطيع، تركها والدها بين هذا الكم من الصراعات تواجهها وحيدة بلا داعم لو ساند، تأمل فقط في إثبات هويتها السعودية، ورجوعها إلى السعودية البلد التي ولدت بها.
